عرب-لندن
عقد منتدى التفكير العربي ندوة يوم الثلاثاء بعنوان "ضم الضفة والأغوار في سياق صفقة القرن وحقيقة المواقف العربية، بمشاركة نخبة من السياسيين و الباحثين.
وضمت الندوة محاور عدة حول صفقة القرن وما يطرح على الساحة من قرارات تخص ضم الضفة الغربية والأغوار لإسرائيل.
و استهل الأستاذ محمد أمين، رئيس منتدى التفكير افتتاح الندوة بقوله: "خلال الشهور الماضية وحتى تشكيل حكومة اليمين كما وصفت يطرح نتنياهو باستمرار عزمه على تطبيق ما تبقى من صفقة القرن، حيث هدد بالبدء بتطبيق خطة ضم الضفة الغربية والأغوار دون الالتفات للموقف الأمريكي والعربي التي انتقد هذا التوجه"، فيما وجه تساؤلات حول فرص تطبيق هذا المشروع، والسبب وراء إصرار نتنياهو على فعل ذلك، بالإضافة إلى الموقف العربي من هذه الخطة والخيارات المتاحة أمام فلسطين في مواجهته.
وقال معالي الأستاذ سميح المعايطة، ردا على سؤال الأستاذ محمد عن تفسير ما يتعرض له الأردن من حملات هجومية، أن إسرائيل تشعر بالانزعاج من الموقف الأردني، خصوصا بعد إعلان الملك عبدالله الثاني رفضه لكل ما بنود صفقة القرن في السنة الماضية.
وتابع قوله بأن الأردن معترض على وجود وطن بديل والمساس بالقضية الفلسطينية إلى جانب أنه يعتبر أن ما تخطط له الحكومة الإسرائيلية يهدد الأمن القومي الأردني، لذا إسرائيل مدركة جدية الموقف الأردني وأنه لا يقتصر على كونه خطابا فقط.
وعن أهمية مشروع الضم بالنسبة لنتياهو، قال الدكتور أسامة أبو إرشيد، الباحث في المركز العربي، أن القرارات التي تتخذها الحكومة الإسرائيلية تعبر بشكل أساسي عن رأي اليمين الإسرائيلي و يتم تمريرها عبر إدارة دونالد ترامب الذي وصفه بأنه يمتلك ذكاء محدودا لا يخوله لتحليل قضايا عقدة كقضية فلسطين، لذا فهذه الفرصة المناسبة لنتياهو بالمضي قدما و تطبيق ما يخطط له قبل أن يتم انتخاب رئيس آخر.
ويرى الدكتور أبو إرشيد أن الخطة الإسرائيلية قد تتعثر عند انتخاب رئيس آخر غير ترامب ضمن محددات اليمين الإسرائيلي، لكن الرؤية ككل لن يصيبها شيء.
ويعتقد الدكتور نواف التميمي، أستاذ الصحافة و الإعلام في معهد الدوحة للدراسات العليا، أن الظروف الحالية بوجود ترامب، هي ظروف مناسبة لمضي إسرائيل في تحقيق مساعيها، مضيفا أنه من المهم الإلتفات للبعد الرابع وهو وفره ترامب من ظرف عربي مواتي لنتنياهو لتنفيذ الخطط المذكورة، مثل دعم ترامب للسعودية و عبدالفتاح السيسي، ليحيد قوة الدولتين.
وقال المعايطة أن الأردن لا تخضع لأي ضغوطات لغض الطرف عما يقوم به نتنياهو، بل أنها يستمر الأردن في التأكيد على أن الأولوية تتجه "لتصليب الموقف العربي" وتوحيده، إذ أنه يطمح لدعم السلطة الفلسطينية الوقوف معها، لكن "ظهر الأردن مكشوف" وهي تدافع وحيدة.
وتزايدت المخاوف بشأن تحويل الأردن إلى وطن بديل كما تدعي بعض التحليلات السياسية الأمريكية-الإسرائيلية، على الرغم من وجود الفلسطينيين المهجرين الذين أصبحوا جزءا من المجتمع الأردني منذ عقود، وقال الأستاذ المعايطة ردا على ذلك، أن الأردن تستضيف حوالي مليون فلسطيني ممن يحملون الوثائق الفلسطينية، فيما هناك حوالي 400,000 فلسطيني يحملون الجنسية الأردنية و يعيشون في فلسطين. وبرأي الأستاذ المعايطة، يكمن التخوف الحقيقي في الطرف المقابل - الطرف الإسرائيلي - الذي ليس له أمان.
وعن الدور العربي الحقيقي في محاربة استكمال الصفقة، قال الدكتور أبو إرشيد، أن لصفقة القرن شقين أحدهما اقتصادي والآخر سياسي، حيث ترى إسرائيل أن على الدول العربية واصفة إياها "بالإخوة العرب" تحمل مسؤولية دمج الفلسطينيين في مجتمعاتهم، مقابل مبالغ مادية مذكورة، و يؤكد أن الدور العربي اللازم يكمن في الحد من التدخل الإسرائيلي والأمريكي بين الدول مثل فلسطين والأردن، مع وجود تقارب عربي أوحد على أصعدة مختلفة منها الصعيد الاقتصادي.
وقال الدكتور التميمي، أن على فلسطين تحمل مسؤولية قطع الصلة بينها و بين الجماهير العربية، من خلال الإعلام و الفعاليات واللقاءات وغيرها من أشكال التواصل الفلسطيني العربي.
وأنهى الدكتور أبو رشيد الحديث عن صفقة القرن بقوله أنها قائمة على أرض الواقع بالفعل، وأن الطرف الإسرائيلي يبحث عن تشريع فلسطيني لما تقوم به الدولة الصهيونية، وأن الخيارات الفلسطينية المتاحة حاليا إفراز الكفاءات، والتمسك بالهوية الفلسطينية والتأكد من تمسك الأجيال القادمة بها.