سعيدة رواس: قررت قص المسرحية وإعادة ترتيبها بتكنيك ويليام باروز

هنا خليل: من المهم إيجاد الأمور والأشياء التي تمت لنا بصلة وتثير الاهتمام

لندن – كريم إمام

أقام المركز العربي البريطاني ومؤسسة بيت الدكتور جونسون اللذان يتجاور مقرهما في غوف سكوير في لندن مشروعهما التعاوني "مسرح الشرق" الذي قدم من خلاله مجموعة من الفنانين والأكاديميين والكتاب من ذوي الأصول العربية إعادة فحص للروابط التاريخية التي تجمع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مع لندن، وذلك من خلال مسرحية الدكتورة صمويل جونسون الوحيدة التي كتبها في العام 1749 "ايرين" مستلهما أفكارها ووقائعها من أحداث سقوط القسطنطينية (مدينة اسطنبول حاليا).

فحص للروابط التاريخية بين الشرق ولندن

جاءت فكرة المشروع كما تقول القيّمة على المعرض سيلين ماكديد -الذي أقيم في الغرف المختلفة للبيت بطوابقه الأربعة ويحتوي على عدد من المعروضات والأعمال الفنية للمشاركين- منذ عدة سنوات، و"قررنا استخدام المسرحية لما لها من انعكاسات للعلاقات بين لندن والشرق، إضافة إلى هذا التشابه فيما نعيشه اليوم من قضايا مثل الهجرة وقضايا الأجيال الجديدة من المهاجرين".

تم تكليف أربعة فنانين ومصممين وكتّاب هن نور حاج وهنا خليل ولينا ناسانا وسعيدة رواس بالتعليق والرد فنيا على السياق التاريخي لمحتوى المسرحية وتقديم محتوى فني أو أدبي معاصر وذلك بدعم من المستشارين الأكاديميين بمن فيهم البروفيسور جيري بروتون مؤلف كتاب This Orient Isle والدكتور ماثيو بيرشوود أستاذ الأدب الإنجليزي بجامعة كينجستون والبروفسورة روز باللاستر أستاذة دراسات القرن الثامن عشر من جامعة أوكسفورد.

درس المشروع الفترة والمواجهات المؤثرة بين لندن والمنطقة منذ القرن السادس عشر وما بعده، عندما بدأت الملكة إليزابيث الأولى في التجارة مع الدول الإسلامية،وخلص المشروع إلى معرض بيت الدكتور جونسون، برفقة سلسلة من الأنشطة العامة بما في ذلك العروض وورش العمل والندوات.

وفي حوار عن كتابات المرأة بالطابق الأخير للبيت شاركت فيه هنا خليل وسعيدة رواس وأدارته البروفسورة روز باللاستر من جامعة أوكسفورد التي لفتتت إلى اهتمامها بالكاتبات النساء خصوصا في المسرح، تحدث المشاركون عن تجاربهم خلال المشروع الذي يعد رحلة بحث بدأت بالثقة في هؤلاء الفنانين والكتاب، وشهدت الجلسة التطرق للحديث عن المسرحية "ايرين" تلك التراجيديا الشرقية، وفكرة الكتابة عنها بدون خطة معينة أو ترتيب مسبق.

و تحدثت الكاتبة هنا خليل عن تجربتها التي أفرزت مقطع صوتي درامي مستلهم من أول ترجمة إنجليزية للقرآن في العام ١٦٤٩ من قبل روبرت وايت ولكنه من منظور زوجته مارجريت وايت التي ساهمت معه في إنشاء وإدارة المطبعة واستكملت مشروع الكتاب بعد وفاته، حيث عكست خلال هذا المقطع عشقها للغة القرآنية واستغرابها لمدى قربها وألفتها، وتحدثت خليل عن المسئولية حيال تمكين المرأة الكاتبة خصوصا من ذوات البشرة السمراء، إضافة إلى مسئولية تقديم شخصيات ماتت من الماضي.

وشددت على أنه من المهم جدا إيجاد الأمور والأشياء التي تمت لنا بصلة وتثير الاهتمام، مشيرة إلى رحلة البحث لمعرفة وفهم أكبر للشخصيات والملابسات، وهو ما يتأتى من خلال القراءة بشكل مكثف ومدقق. كما لفتت لوجود بقع أو فجوات غير معروفة في العلاقات بين الجانبين في التاريخ، وهي في الحقيقة مهملة ولكنها أيضا تحث على الإبداع في إطار محاولة سد هذه الفجوات.

حكايات مخفية

في حين قالت الكاتبة البريطانية من أصول مغربية سعيدة رواس والتي عملت على هذا المشروع في نفس الغرفة التي كان يستخدمها صاحب البيت د. جونسون لمدة أربعة أيام: قررت أن أقص من المسرحية واستبعد ما لا يعجبني لأعيد ترتيبها باستخدام كلمات المسرحية الأصلية وبعض الكلمات من قاموس د. جونسون.. ينساق هذا القرار مع تطبيق تكنيك خاص استخدمه كاتب آخر استلهم من الشرق وهو وليام باروز William S. Burroughs الذي قضى وقتا من حياته في طنجة بالمغرب، وهو تكنيك يقوم على فكرة أن في داخل كل حكاية حكايات مخفية، وأنه عند تقطيعها تجلب قصص أخرى ليست بالضرورة منطقية ولكنها من نفس المنظور، وبالتالي لعبت بذلك لمعرفة القصص الداخلية والاستلهامات، إضافة إلى البناء على زيارة السفير المغربي للملكة في القرن السابع عشر وانعكاس ذلك على الالتفات للشرق.

وأضافت: بالنسبة لي كانت محاولة لمعرفة طريقة جديدة للعمل استمتع بها، وكان جانب الاكتشاف ملهم جدا لإيجاد تلك الطريقة. كما أن ردود الفعل الخاصة بالمشاركين الآخرين كانت مبدعة ومبنيه هذه الجوانب المنسية والغير ملتفت إليها في العلاقات بين الشرق ولندن، وقد تعلمت كثيرا من خلال التعرف أكثر مع الفنانين وتحت إرشاد الأكاديميين على جوانب من حياة د. جونسون من خلال المناقشات مع فنانين ومؤرخين وأكاديميين وهو نوع من العمل لا ينتهي.

يذكر أن صمويل جونسون من مواليد 18 سبتمبر 1709 وتوفي في 13 ديسمبر 1784، المعروف باسم "الدكتور جونسون" هو كاتب إنجليزي قدم العديد من المساهمات الأدبية الراسخة في الأدب الإنجليزي بصفته شاعر ومؤلف مسرحي، وكاتب مقال، وفيلسوف أخلاقي، وناقد أدبي، وكاتب سيرة ذاتية، ومحرر، ولغوي. يصف قاموس أكسفورد للسِير الوطنية جونسون فيقول "من الممكن القول بأن صمويل جونسون هو أكثر الشخصيات تميزًا في التاريخ الإنجليزي". ألف جيمس بوسويل كتابًا حول جونسون بعنوان "حياة صمويل جونسون"، وهو الكتاب الذي وصفه الناقد الأمريكي والتر جاكسون بيت بأنه "العمل الأكثر شهرة من بين كل أعمال السيرة الذاتية في الأدب".

نشر جونسون في العام 1755 -بعد تسعة أعوام من العمل المستمر- «قاموسًا للغة الإنجليزية»كان له تأثير بعيد المدى على اللغة الإنجليزية الحديثة، ونال شهرة واسعة كونه واحدًا من أعظم الإنجازات المعرفية.

وتوسعت القاعدة الجماهيرية لجونسون بعد هذا العمل الاستثنائي كثيرًا،وظل قاموس جونسون هو القاموس البريطاني الأبرز إلى أن ظهر قاموس أكسفورد الإنجليزي بعد 150 عاما. تضمنت أعمال جونسون اللاحقة العديد من المقالات، ونسخ من مسرحيات شكسبير تشمل حواشيَ تفسيرية، وقصة "تاريخ راسيلاس أمير الحبشة" المشهورة على نطاق واسع. أنتج جونسون في نهاية حياته كتابًا ضخمًا يتحدث عن مجموعة من السير الذاتية والتقييمات لشعراء القرنين السابع عشر والثامن عشر حمل عنوان "حياة أبرز الشعراء الإنجليز".

إن جس بوتيفيه عبر الإنترنت هو برنامج مجاني عبر الإنترنت يستحق وضع إشارة مرجعية. استخدامه لتنظيف البرامج النصية على شبكة الإنترنت.

السابق بالفيديو.. إلتون جون يوقف حفلة بسبب التهاب رئوي
التالي صورة فأرين يتشاجران في محطة مترو لندن تفوز بجائزة "مصور الحياة البرية"