عرب لندن
قصة مثيرة للغاية تلك التي عرضها موقع بي بي سي عربي، وتحكي عن طبيب صيني، من مدينة ووهان، حيث بدأت قضية فيروس كورونا.
وتقول القصة، باختصار، إن الطبيب لي ويلنيانغ، حذر زملاءه، منذ وقت مبكر، من انتشار فيروس كورونا، وظنه حينها ب،ه فيروس سارس، غير أنهم لم يهتموا للأمر، وأكثر من ذلك، فإن السلطات حذرته من مغبة نشر أخبار مخلة بالنظام العام.
تقول بي بي سي إنه "في بدايات يناير/كانون الثاني المنصرم، كانت السلطات في مدينة ووهان الصينية تعمل جاهدة على التكتيم على خبر عن فيروس كورونا. وعندما حاول أحد الأطباء تحذير زملائه من تفشي الفيروس، زاره مسؤولون أمنيون وأخبروه بأن عليه الصمت. ولم يكد يمضي شهر حتى صار هذا الطبيب بطلا، بعد أن نشر قصته من سريره في المستشفى بعد إصابته هو نفسه بالفيروس".
واستهل الطبيب لي وينليانغ، القصة التي نشرها على موقع "ويبو" الإلكتروني الصيني بالقول: "مرحبا بالجميع، هذا أنا لي وينليانغ، طبيب عيون في مستشفى ووهان المركزي"، إذ كان وينليانغ يعمل في مركز تفشي الفيروس في ديسمبر/كانون الأول عندما لاحظ إصابة سبع حالات ظنّها للوهلة الأولى مصابة بفيروس "سارس" - الذي تفشى كوباء عالمي عام 2003.
ويُعتقَد أن الحالات السبع، حسب بي بي سي، كانت قادمة من سوق ووهان للمأكولات البحرية، وكان المصابون قيد الحجر الصحي في المستشفى التي يعمل بها وينليانغ، مشيرة إلى أنه "في الثلاثين من ديسمبر/كانون الأول، بعث وينليانغ رسالة إلى زملائه خلال دردشة جماعية على إحدى وسائل التواصل الصينية، محذرا إياهم من تفشي الفيروس، وناصحا لهم بارتداء ألبسة واقية لتفادي العدوى"، و"ما لم يكن يعلمه وينليانغ حينها هو أن المرض الذي كان يتحدث عنه هو فيروس كورونا".
ماذا حدث بعدها؟ الجواب في المقال:"بعد أربعة أيام داهمه مسؤولون من مكتب الأمن العام وطالبوه بالتوقيع على خطاب نصّ على اتهامه "بالإدلاء بتعليقات غير صحيحة" ترتب عليها "إخلالا جسيما بالنظام العام". وجاء في الرسالة: "نحذرك بشكل رسمي: وإذا تماديت في عنادك، بهذا القدر من الوقاحة، وتابعت هذا المسلك غير القانوني، فسوف تمثُل أمام العدالة - هل هذا مفهوم؟" وفي ذيل الرسالة، وقّع وينليانغ بخط يده: "نعم، مفهوم". وكان وينليانغ أحد ثمانية أشخاص خضغوا للتحقيق من قِبل الشرطة بتهمة "نشر شائعات".
ولم تكن تلك نهاية القصة، إذ "في نهاية يناير/كانون الثاني، نشر وينليانغ نسخة من الرسالة على موقع "ويبو" وشرح ما حدث. وفي غضون ذلك، قدمت السلطات المحلية اعتذارا له لكن هذه الخطوة جاءت متأخرة جدا".