أبو عصام: الصوت العربي قوي لكن مشتت ولابد أن نكون معاً كعرب
غادة المنوفي: معظم من حولي ذوي الأصول العربية ضد المحافظين
كتب – كريم إمام
الصوت العربي في الانتخابات البريطانية المقبلة بات ينظر إليه بشكل مختلف من قبل البريطانيين ذوي الأصول العربية، فهناك نوع من الإيمان بقوته وقدرته على احداث الفارق، ربما يتأتى ذلك جراء زيادة أعداد المنتمين لهذه الأقلية في بريطانيا، أو قد يرجع لارتفاع التوقعات بعد أحداث الربيع العربي في البلدان العربية نفسها، واختلاف النظرة لأهمية الانتخابات بشكل عام -مع الفارق طبعا بين وضعية الديمقراطيات العربية والديموقراطية الراسخة في بلد كبريطانيا- إلا أن الشاهد هو أن العرب البريطانيين سيشاركون بقوة في الانتخابات المقبلة، وأنهم في المجمل ضد المحافظين، وبلا شك فإن المأمول هو التغيير الذي قد تجلبه تلك الانتخابات والتي يمكن وصفها بأنها الأهم خلال العقود الماضية.
نحاول من خلال هذا التقرير التعرف على الأصوات العربية واتجاهاتها وأسباب الاختيار بين أحزاب تصارع في الأساس على الظفر بقطعة من الكعكة الكبيرة، وأخرى تسعى للخروج بمكاسب حزبية وأحيانا شخصية بحته.
الانحياز لإسرائيل
في البداية يرى أبوعصام -بريطاني من أصل فلسطيني يملك متاجر في العاصمة لندن- أن بوريس جونسون وحزبه مع اليهود بشكل لا لبس فيه، ونحن كعرب عندما يسب أحد المسلمين ويصف المرأة ذات النقاب بالصناديق فإننا نلفظه، فهو ليس معي ولابد ان أكون ضده،في حين يرى أن جيرمي كوربن -بالرغم أنه لا يحبه كشخص- ولكنه كحزب يقف معي كأقلية، وكفكرة أيضا اعترض على إسرائيل كدولة -وليس على اليهود كديانة أو بشر- لذا فهو الأقرب إلى صوتي.
تشتت الصوت العربي
ويضيف بأنه في هذه البلد لا يمكنك الحديث عن إسرائيل كدولة ولكن يمكنك الحديث عن العرب والدول العربية كما تحب،وهو الأمر ذاته في الولايات المتحدة، وما قاله الرئيس ترامب عن العرب أخيرا خير شاهد على ذلك بحسب رأي أبو عصام.
ويرى بأن الصوت العربي قوي لكنه للأسف مشتت، فلابد أن نكون معاً كعرب كما اللوبي اليهودي مثلا، فمن يمشي معنا نمشي معه، والعكس صحيح. لذلك سأصوت للعمال حتى مع اختلافي معهم لكني سأصوت لهم.
شبيه ترمب
ويضيف أبو عصام قائلا: رئيس الوزراء بوريس جونسون ينوي الخروج من أوروبا، ويذهب مع ترامب وفي إطار الرؤية المماثلة بالنسبة لموضوع الضرائب، فهو يود أن يتخلص منها، حيث أنه لا يهتم، فهو في النهاية من الطبقة الغنية ولا يهمه الفقراء.
لا تغيير
وعن المستقبل يقول: لن يكون هناك تغييرا، فمن تيريزا ماي إلى بوريس جونسون يبقى الوضع مماثلا، لا يستطيعون الخروج من دوامة البريكست، وبريطانيا تزداد فقرا والدول الأخرى تتحكم في بريطانيا التي باتت كما الذيل لأمريكا ولم نعد دولة عظمى، حتى الجنيه الإسترليني أصبح يعادل الدينار الأردني! لافتا إلى أن بريطانيا بَنت الكثير والكثير في أوروبا ولابد لها أن تكون جزءا فاعلا في أوروبا.
وأعاد أبوعصام وصف الصوت العربي بالمؤثر، قائلا: لابد أن نقف وقفه موحدة كما اللوبي الصهيوني الذي خرج كل منتسبيه من حزب العُمال لأن جيريمي كوربن تحدث عنهم بسوء، مشددا على فكرة أن بوريس جونسون شجع العنصريين ضدنا كعرب وكنساء وكفقراء.
الليبراليون الديموقراطيون
من جانبها تقول غادة المنوفي-مصرية الأصل- بأنها ستنتخب حزب الليبراليين الديمقراطيين الذي يندرج تحت إطار أحزاب الوسط إلى يسار الوسط، وذلك لأنهم منذ البداية ضد الخروج من الاتحاد الأوروبي، ولهم رؤية مختلفة عن حزبي المحافظين والعمال، كما يبذلون مجهودا محسوسا يقومون به من أجل هذا الهدف، ويقدمون حديثا مقنعا، وقد انضم العديد من النواب من حزب العمال إليهم لإحساسهم بأنهم يستطيعون الخروج من أزمة البريكست، مشددة على أنهم ثابتون على مواقفهم ولم يغيروها مثل العديد من الأحزاب الأخرى التي باتت مواقفهم ضبابيه وغير موثوقه، بل غير صادقة.
دماء جديدة
وأضافت غادة أن من ضمن الأسباب التي جعلتها تختار هذا الحزب هو أنهم دماء جديدة ومعظمهم من الشباب وبالتالي لديهم نظرة مختلفة عن الأمور أكثر استقلالية وقربا إلينا كشباب وكأقليات عربية،لافتة إلى أن الصوت العربي بات كبيرا من حيث العدد، ولا أعرف إن كان العديد منهم سيصوتون أم لا، فالعديد منهم لا يصوتوا بالمطلق وبالتالي تذهب تلك الأصوات لمن لا يريدونهم في الحكومة، وأضاف: لم أسأل الكثير ممن هم حولي عن اتجاهاتهم السياسية، ولكن معظمهم ضد حزب المحافظين، فنحن كعرب ليس من مصلحتنا التصويت لهم مرة أخرى بعد ما قاموا به تجاهنا.
وترى غادة أن المجتمع سيحدث فيه شرخ وغضب قوي وبلبلة في حال حدث الخروج من الاتحاد الأوروبي، وبلا شك بريطانيا لن تكون أقوى، وإنما سيؤدي ذلك للمزيد من الانشقاقات سواء من اسكتلندا أو ايرلندا الشمالية، وهو أمر نلاحظه من خلال العديد من المتاجر التي تغلق أبوابها، وارتفاع الأسعار ورحيل العديد من المهاجرين، وأنا منذ البداية تصورت أن البريكست لن يحدث لأنها فكرة مبنية على أكاذيب وأفكار خاطئة،لافتة إلى أن هناك العديد من المشاريع والتمويل الذي يأتي من الاتحاد الأوروبي والأموال التي تقدم للجامعات والمكتبات والأشخاص ذوي المواهب في المجالات التكنولوجية والتقنية والعلمية، وهي أمور لا يتحدث عنها الكثير من الناس.
أجيال جديدة
وتؤكد المنوفي أن لندن هي المدينة الأكبر ضد الخروج من أوروبا، لكن منذ الاستفتاء هناك أجيال كثيرة خرجت لهم الحق في التصويت، ومنذ ثلاث سنوات الأفكار كانت مختلفة، وأتمنى أن يؤثر ذلك على الاتجاه العام وإلى المزيد من العقلانية،فنتائج الانتخابات دائما ما تأتي عكس التوقعات وهو أمر مقلق ومخيف.
وأضافت قائلة: لابد أن ينزل الناس للتصويت وإثبات رأيهم خصوصا العرب، وأن لا يتأثروا كثيرا برأي الأغلبية، لأن الأغلبية ليست دائما على الحق وانما لابد من النظر إلى الأفضل للبلد وليس مجرد السير مع الموجة. وقد أضاعت المجهودات في إطار البريكست الكثير من الطاقة والوقت والنقود التي كان من الممكن أن تفيد البلد في قطاعات مثل الصحة أو التعليم أو الضمان الاجتماعي، بدلا من تضييعها في هذا الهباء الغير نافع.
شعبية العمال
من جانبها تقول مي حطب -من أصول لبنانية- أنها ستصوت للعمال لأنها طوال الوقت تصوت لهم،وفي المنطقة التي تعيش فيها (ويمبلي) تجد أن لهم شعبية كبيرة جدا والكل يدعمهم ويصوت لهم هناك. لكنها في الوقت ذاته لا تعتقد بقدرتهم على التغيير، حيث أن ذلك دائما ما كان مرتبطا بخسارتهم للأصوات،موضحة أن العرب في لندن منسيين سواء في الخدمات والحقوق أو على صعيد الانتخابات والمشاركة السياسية.
أما ثابت الخميسي -لبناني الأصل- فيؤكد أنه سيصوت لحزب العمال منذ قدم إلى بريطانيا قبل ٣٥ عاما، لافتا إلى أن باقي الأحزاب تنظر للأجانب نظرة دونية، وبالرغم من أنه لا يعتقد بأن قيادات حزب العمال يقومون بالكثير، إلا أنه يراهم الأفضل في الوقت الحالي. ويشير إلى أنه صوت مع الخروج من الاتحاد الأوروبي، معللا ذلك لما يأتي للبلاد من مواطني