أثار اقتراح وزيرة الدفاع الألمانية، أنيجريت كرامب-كارنباور، بشأن إقامة منطقة أمنية دولية على الحدود بين سورية وتركيا جدلا في ألمانيا حول طبيعة المشاركة المحتملة للجيش الألماني في مثل هذه المهمة.
فقد طالب خبير الشؤون الخارجية في الحزب المسيحي الديمقراطي، رودريش كيزفتر، بدراسة كيف يمكن أن يساهم الجيش الألماني في مهمة محتملة كهذه.
وقال كيزفتر: "الدولة التي تطرح مقترحات مثل تلك لا ينبغي لها أن تستبعد المشاركة العسكرية منذ البداية... أرى أنه من الضروري للغاية أن تدرس ألمانيا نوعية القوات العسكرية التي يمكن أن تتيحها".
وذكر كيزفتر أن المشاركة ليست بالضرورة أن تكون بقوات قتالية، بل من الممكن أيضا المساهمة بقوات هندسية أو قوات اتصالات أو قوات متخصصة في تكنولوجيا المعلومات، وقال: "لكن يجب أن ننتبه من أن البرلمان الألماني (بوندستاج) لن يقف موقف المشاهد في ذلك".
وكانت كرامب-كارنباور ذكرت في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أول أمس الاثنين أنها تسعى إلى كسب حلفاء لمهمة دولية من أجل إحلال الاستقرار في شمال سورية التي تشهد معارك.
وكانت تركيا بدأت في التاسع من تشرين أول/أكتوبر الجاري عملية عسكرية في شمال سورية بغرض تأسيس منطقة أمنية بعمق نحو 30 كيلومترا من الحدود وعلى امتداد مئات الكيلومترات.
وعن مشاركة محتملة للجيش الألماني في المهمة المقترحة، ذكرت الوزيرة أن الأمر يعود في ذلك إلى البرلمان الألماني (بوندستاج).
وذكر كيزفيتر أنه سيكون هناك حاجة على الأقل إلى 15 ألف جندي و15 ألف مساعد مدني لتأسيس منطقة آمنة في شمال سورية على امتداد 450 كيلومترا وعمق 30 كيلومترا، وقال: "لا ينبغي أن تكون هذه القوات صغيرة أو ضعيفة، حتى يمكن تأمين منطقة حماية وتفعيل عملية السلام السورية".
وأشار كيزفيتر إلى أنه مؤيد كبير حاليا لمهمة يقودها الاتحاد الأوروبي في المنطقة، مضيفا في المقابل أنه لا يلوح في الأفق حتى الآن التوافق الضروري لذلك، موضحا أنه إذا ظل الأمر على ذلك النحو، سيتيعن على ألمانيا وبريطانيا وفرنسا التوصل إلى موقف مُنسق حول مهمة بتفويض من الأمم المتحدة.