ارتفع عدد الأشخاص المقدمين على الانتحار بشكل حاد خلال العام الماضي، على عكس ماكان عليه الحال قبل أربع سنوات من هبوط في معدلات الانتحار، مما أثار المخاوف حول وجود أزمة نفسية في بريطانيا.
ونشرت صحيفة التايمز البريطانية تقرير يشير إلى أن هنالك ارتفاع ملحوظ بمعدلات الإنتحار بين الشباب، كما تشير الأرقام القادمة من مركز الإحصاءات الوطني (ONS) إلى أن الأشخاص بعمر الأربعين لديهم أعلى معدلات الإنتحار.
وقدمت الدراسة مجموعة أرقام تفصيلية تشرح الأزمة الراهن، حيث هنالك 6,507 حالة انتحار مسجلة في المملكة المتحدة السنة الماضية مقارنة مع 5,821 في السنة التي قبلها، والتي تمثل ارتفاع بنسبة 11.8%.
وهذا يعني ارتفاع بعدد حالات الإرتفاع من 10 حالات في كل 100,000 شخص في عام 2017، إلى 11.2 بين كل 100,000 شخص خلال السنة الماضية، والذي أسماه مكتب الإحصاءات الوطني "ارتفاع هائل".
وقد شهدت معدلات الإنتحار قبل هذا انخفاض بعد ما ارتفعت سابقاً بعام 2013، وبالرغم من أن الإحصاءات المسجلة لحالات الإنتحار تتأرجح بين الزيادة والنقصان من عام إلى آخر، إلا أن الأربع سنوات الماضية شهدت انخفاض عام.
وتشكل حالات الإنتحار في صفوف الرجال النسبة الأكبر في الارتفاع الأخير بنسبة الإنتحار، حيث تصاعدت من 15.5 إلى 17.2 حالة بين كل 100.000 رجل، بينما شكلت نسبة انتحار السيدات ارتفاع طفيف جداً بالمقارنة مع الرجال، حيث تصاعدت من 4.9 إلى 5.4 حالة في كل 100.000 سيدة.
من جهة أخرى، تشير الدراسة إلى وجود ارتفاع في حالات الإنتحار في صفوف اليافعين تحت عمر الـ25 سنة ذكوراً وإناثاً، حيث ارتفعت النسبة بين الذكور من 279 في عام 2017 إلى 363 في العالم الماضي، بازدياد يقارب الـ 30 بالمئة.
أما السيدات فتصاعد عدد المقدمات على الإنتحار من 106 إلى 188 حالة.
الجدير بالذكر أن مكتب الإحصاءات الوطني يقدر حالات الإنتحار بأن تتجاوز في الحقيقة الأعداد المسجلة لديه، نظراً لتجنب العديد من عائلات الضحايا إلى تسجيل الوفاة كحالة انتحار.
وصرحت روث ساذرلاند ، الرئيسة التنفيذية لإحدى المنظمات التي تعنى بمساعدة المحتاجين: "إن ارتفاع معدل الانتحار لدى الشباب هو مصدر قلق جدي، وفي حين أن الانتحار شيء معقد ونادراً ما يحدث لسبب وحيد ، فهنالك بعض العوامل المشتركة بين الشباب الذين ينهون حياتهم.
وتضيف "وتشمل هذه الأسباب الصدمات الكبرى، الأمراض النفسية والجسدية، والضغط الأكاديمي وغيرها. علينا أن نفهم ما الذي يدفع بأولئك الشباب إلى الإنتحار، والتأكد من أن لا يواجه جيل الشباب اليوم خطر على حياتهم".
جيد فلين، المدير التنفيذي لمنظمة تعمل على محاربة ظاهرة الإنتحار في صفوف الشباب، دعى إلى توفير دعم أكبر للناس في الأزمات، والتحدث أكثر عن أزمة الإنتحار.
"تشير الإحصاءات إلى النساء الشابات بشكل خاص يؤذين أنفسهن ويقدمن على الإنتحار بشكل كبير، كل يوم نستقبل مئات الإتصالات من فتيات يطلبن الدعم ويتحدثن عن صعوبات وعقبات تجعل حياتهم صعبة".
من جهتها أعلنت جامع كينغ عن إطلاق بحث جديد بقيمة ثمانية ملايين جينيه إسترليني، لبحث تأثير التغييرات الأخيرة في المجتمع الحديث على الصحة النفسية، وبصورة خاصة وسائل التواصل الإجتماعي والعمالة غير المستقرة.