نشرت دراسة حديثة نتائج ما توصلت إليه بعد معاينة 1,000 شخص ممن يملكون وشوم على أجسامهم، حيث أشارت النتائج إلى أن الأشخاص مع وشوم بارزة أكثر عرضة للتصرف بشكل متسرع ومتهور.

وأجري البحث انطلاقاً من ملاحظة وجود مفارقة واضحة في مجتمعات اليوم، حيث هنالك العديد من الدراسات التي تشير إلى تعرض الأشخاص مع وشوم على أجسامهم إلى التمييز ضدهم في العمل والمجتمع عموماً. ومع أن التاتو اعتبر فيما مضى علامة من علامات المجرمين أو غريبي الأطوار، إلا أن عدد الأشخاص المقدمين على الوشم في ازدياد دائم، وفقاً للخبراء الإقتصاديين الذين أجروا الدراسة.

ويشكل عدد الأشخاص مع وشوم على جلودهم نسبة الثلث من البالغين بين عمر 25 و 39 في بريطانيا، بالإضافة إلى نسبة الخمس من إجمالي عدد سكان الدولة ككل، مما دفع الباحثين إلى طرح السؤال التالي: لماذا يرغب الناس برسم وشم على أجسامهم بالرغم من أن هذا قد يلحق بهم وصمة سلبية اجتماعياً؟ برادلي رافل من جامعة ماكمستر في كندا يعلق على الموضوع: "أنا خبير اقتصادي، وفي نظري قرار الوشم محير جداً، أعتقد أن الدافع وراء الوشم هو التعبير عن شيء ما من خلال المظهر، ولكن يمكنك أن تفعل هذا من خلال تغيير لون الشعر أو طباعة عبارة ما على قميصك مثلا، والذي بإمكانك تغييره أو التخلص منه، على عكس الوشم".

ويضيف أنه وفقاً للبحث الذي أجراه فإن الأشخاص الذين يقدمون على الوشم أو ما يعرف بالتاتو، هم أشخاص لديهم احتمالية أكبر أن يكونوا غير واعيين لنتائج قرارهم.

وأجرى الباحثون الدراسة على 781 شخص من دون وشوم، مقارنةً مع 255 شخص ممن يملكون تاتو، حيث كانت الأسئلة الموجهة لهم مركزة للتعرف على طبيعتهم ما إذا كانوا متطلعين نحو المستقبل أو لا يملكون أية رؤية مستقبلية. كما أجروا بحث آخر على نفس العينة لاختبار سمة الاندفاع لدى كل منهم، وذلك بطرح السؤال التالي: إذا كنت في سباق وتجاوزت المتسابق في المرتبة 96، فأي مرتبة ستحتل؟ وكانت أجوبة أصحاب التاتو بمعظمها أقرب للقول 95 علما أن الجواب الصحيح هو 96.

كما بينت الدراسات أن الأشخاص الذين يملكون تاتو واضح حتى مع ارتداء الملابس، لديهم فرصة أقل بـ13% للوصول إلى المقابلة الثانية عند التقديم إلى عمل، كما يقدم لهم رواتب شهرية أقل، وينظر لهم عموما على أنهم غير مؤهلين.

ويوضح البروفيسور رافل أنه يأمل أن تكون الدراسة دافع للأشخاص الذين يفكرون بالحصول على تاتو بالتفكر مرة أخرى، كما أنه أشار أنه ليس من الضروري أن تكون سمة الإندفاع بالإنسان سمة سيئة. "في بعض الأحيان من الجيد أن تأخذ قراراً بشكل سريع، فإذا كنت لاعب كرة سلة مثلاً ووجدت نفسك أمام خيار تمرير الكرة أو رميها في السلة، ليس من الجيد أن تقف حائراً للتفكر لمدة طويلة!".

السابق طفلة مفقودة منذ 20 سنة.. تجتمع بعائلتها مجدداً
التالي تصاعد المخاوف في بريطانيا حول زيادة عدد حالات الإنتحار مؤخراً.. وخصوصاً في صفوف الرجال