عرب لندن 

 
لقي أكثر من 200 شخص حتفهم في حادث تحطم طائرة تابعة للخطوط الجوية الهندية (إير إنديا)، كانت متجهة من مدينة أحمد آباد إلى مطار غاتويك في لندن. الطائرة، وهي من طراز بوينغ 787-8 دريملاينر، سقطت بعد لحظات من إقلاعها، ما أدى إلى كارثة إنسانية هزّت الهند والمجتمع الدولي، وسط ترجيحات بعدم وجود ناجين بين الركاب البالغ عددهم 242 شخصًا.

 
ووفقاً لصحف بريطانية أقلعت الطائرة من مطار أحمد آباد في الساعة 1:39 ظهرًا بالتوقيت المحلي، وأطلقت نداء استغاثة بعد أقل من دقيقة، قبل أن تختفي عن شاشات الرادار. ووفقًا لموقع Flightradar24، التُقطت آخر إشارة منها عند الساعة 08:08:51 بتوقيت غرينتش، أي بعد ثوانٍ فقط من الإقلاع. وسقطت الطائرة فوق منطقة ميغنيناغار السكنية شمال غرب المدينة، حيث اصطدمت بمبنى مخصص لسكن الأطباء وطلاب الطب تابع لكلية BJ Medical College، مما أدى إلى انفجار هائل وحرائق واسعة امتدت إلى محيط المبنى السكني.

 
وهرعت فرق الطوارئ إلى موقع الحادث، وتمكنت حتى الآن من انتشال أكثر من 204 جثة، فيما لا تزال أعمال البحث والإنقاذ مستمرة وسط أنقاض الطائرة والمباني المتضررة. وأفاد شهود عيان أن السكان المحليين هرعوا لمساعدة الضحايا، بينما شوهد البعض يقفز من الطوابق العليا في محاولة للنجاة من ألسنة اللهب. المشاهد المروعة أظهرت سحبًا كثيفة من الدخان تتصاعد فوق المنطقة، فيما تناثرت أجزاء من الطائرة – بما في ذلك الذيل وجزء من الهيكل – بين الأنقاض.

 
الطائرة كانت تقل 217 بالغًا، و11 طفلًا، ورضيعين، إضافة إلى 12 من أفراد الطاقم، من بينهم طيّاران. وتوزعت جنسيات الركاب بين 169 هنديًا، و53 بريطانيًا، وسبعة برتغاليين، وكندي واحد، حسبما أعلنت شركة "إير إنديا". السلطات الهندية أشارت إلى أن الحصيلة النهائية للضحايا قد تكون أعلى، خاصة أن الطائرة سقطت في منطقة مأهولة بالسكان.

 
مفوض شرطة أحمد آباد، جيانيندرا سينغ ماليك، أكد في تصريحات للصحافة أن فرص وجود ناجين شبه معدومة، مشيرًا إلى أن عددًا من السكان المحليين لقوا حتفهم نتيجة الاصطدام المباشر بمبنى النزل. وأضاف مسؤول أمني آخر أن نحو 70 إلى 80 بالمئة من المنطقة المتضررة قد تم تطهيرها، فيما تتواصل الجهود لإكمال عمليات البحث والإنقاذ.

 
الحادثة أثارت موجة من الحزن وردود الفعل الرسمية من الهند وبريطانيا. رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي عبّر عن ألمه البالغ عبر منصة "إكس"، واصفًا الكارثة بأنها تفوق الوصف. في المقابل، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن المشاهد الواردة من موقع التحطم "مفجعة"، مؤكدًا أن الحكومة البريطانية تتابع عن كثب بالتعاون مع السلطات الهندية. كما أعلنت وزارة الخارجية البريطانية أنها تعمل على تقديم الدعم القنصلي وتأسيس مركز استقبال لعائلات الضحايا في مطار غاتويك.

 
ووصفت شركة "إير إنديا" الحادث بأنه "مأساة غير مسبوقة"، وقال رئيس مجلس إدارتها، ناتاراجان تشاندراسيكاران، في بيان رسمي، إن الشركة تشعر ببالغ الحزن وتقدم أعمق تعازيها لعائلات الضحايا. وأضاف أن الأولوية القصوى الآن هي تقديم الدعم الكامل لأسر المتأثرين والتعاون مع فرق الطوارئ على الأرض.

 
وزارة الطيران المدني الهندية أعلنت بدورها عن تعبئة فورية لفرق الإغاثة والإسعاف، وأكد الوزير رام موهان نايدو كينجارابو أن كل الجهود تُبذل لتقديم المساعدة الطبية والإنسانية العاجلة في موقع الكارثة.
 
وبحسب قاعدة بيانات شبكة سلامة الطيران (ASN)، يُعد هذا أول حادث تحطم لطائرة من طراز بوينغ 787 دريملاينر منذ بدء استخدام هذا الطراز تجاريًا، مما يسلط الضوء على هول الكارثة وخطورتها غير المسبوقة.

 


 

السابق خان ينتقد خطة ريفز لخفض تمويل شرطة لندن
التالي موجز أخبار بريطانيا من منصة عرب لندن: الخميس: 12 يونيو / حزيران 2025