عرب لندن
أُصيب ضابط في سجن "لونغ لارتين" شديد الحراسة بجروح خطيرة، بعد تعرضه للطعن على يد سجين يُعتقد أنه حصل على السلاح المستخدم في الهجوم عبر طائرة مسيّرة، في حادثة أثارت جدلاً واسعًا بشأن أمن السجون في بريطانيا.
وذكرت مصادر أمنية أن الضابط نُقل جواً إلى المستشفى صباح الجمعة عقب الهجوم الذي وقع بعد فتح أبواب الزنازين، وأُجريت له عملية جراحية طارئة، بينما وُصفت حالته بأنها "مستقرة".
ووفقًا لتقارير أولية، يُعتقد أن السكين – وهو من نوع نابض – تم تهريبه من خارج أسوار السجن باستخدام طائرة مُسيّرة، حيث لا يمكن إدخال سلاح حاد بهذا الحجم عبر الوسائل التقليدية نظرًا لوجود أجهزة تفتيش صارمة تشمل المسح الضوئي وكشف المعادن.
وأفادت صحيفة "ذا صن"The Sun أن السكين اخترق جسد الضابط وأصاب كبده، وقال مصدر مطلع: "الموظف نجا بأعجوبة، لقد كان الهجوم مباغتًا وخطيرًا للغاية، وكان من الممكن أن يكون مميتًا".
وذكر المصدر أن الطائرات المسيّرة تُستخدم بشكل متكرر لتهريب المواد إلى داخل السجن، إلا أن تهريب سكين بهذه الخطورة يمثل تطورًا مقلقًا، مضيفًا: "إذا تمكنوا من تهريب سكين، فبإمكانهم تهريب أي شيء".
وقال موظفون داخل السجن إنهم يشعرون بالغضب نتيجة ما وصفوه بـ"غياب الحماية الكافية"، مطالبين بإجراءات عاجلة لمنع تكرار هذه الحوادث في منشآت يُفترض أنها شديدة الحراسة.
من جهتها، أكدت شرطة غرب ميرسيا أنها تلقت بلاغًا بالحادث، وأعلنت في بيان: "تم نقل رجل إلى المستشفى مصابًا بطعنة خطيرة. ولا يزال السجين المتهم داخل المنشأة، والتحقيق مستمر".
وفي أول رد فعل رسمي، صرحت مصلحة السجون: "لن نتسامح مع أي اعتداء على موظفينا. وسنعمل على تقديم الجناة للعدالة بأقصى العقوبات الممكنة".
وفي سياق متصل، قالت وزيرة العدل، شبانة محمود، إنها أمرت بإجراء مراجعات عاجلة لبحث إمكانية تزويد ضباط السجون بستر واقية من الطعن، وصلاحيات أشد لعزل السجناء الخطرين في وحدات مماثلة لوحدات "سوبر ماكس" الأمريكية. كما أمرت بتجربة استخدام أجهزة الصعق الكهربائي في حالات الخطر.
وجاء الحادث في ظل تزايد الهجمات داخل السجون البريطانية، حيث شهد الشهران الماضيان عدة اعتداءات، من بينها قيام هاشم عبيدي، شقيق منفّذ هجوم مانشستر أرينا، بمهاجمة ثلاثة ضباط في سجن فرانكلاند بسكاكين بدائية وزيت ساخن.
كما كشفت صحيفة "التلغراف" عن نقل ضابطين في سجن وايتمور إلى المستشفى مؤخرًا بعد تعرّضهما لهجومين منفصلين، وذلك عقب مقتل سجين على يد آخر في السجن ذاته الشهر الماضي.
وانتقد روبرت جينريك، وزير العدل في حكومة الظل، تأخر الحكومة في اتخاذ إجراءات أمنية عاجلة، قائلًا: "حذّرتهم من أن مثل هذا الحادث سيقع إذا لم يتحركوا، لكنهم تعهدوا بالإصلاح بحلول 2026. هذه نتيجة تقاعسهم المخزي".
وأضاف: "ضباط السجون الشجعان يقودهم مسؤولون لا يُدركون حجم الخطر. رفض تزويدهم بستر واقية فورًا يعرض حياتهم للخطر، وهو أمر لا يُغتفر".
ويُعد سجن "لونغ لارتين" من الفئة "أ" ويضم نحو 900 سجين من أخطر المجرمين، بينهم قتلة وإرهابيون مثل ستيف رايت، وجوردان ماكسويني، وفينسنت تاباك. وتشير التقديرات إلى أن السجين منفذ الهجوم الأخير ليس من بين الأسماء البارزة.
ودعت جمعية ضباط السجون إلى احتجاز السجناء الأكثر عنفًا في وحدات معزولة لا يُسمح لهم بالخروج منها سوى ساعة واحدة يوميًا، وتحت مراقبة صارمة، في خطوة تهدف للحد من تفاقم العنف داخل المنشآت العقابية.