الولايات المتحدة تتدخل: ترامب يرسل وفدًا دبلوماسيًا إلى لندن لمراقبة أوضاع حرية التعبير

عرب لندن

أوفد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعثة دبلوماسية من وزارة الخارجية الأمريكية إلى بريطانيا للقاء نشطاء بريطانيين مناهضين للإجهاض، في خطوة أثارت الجدل بشأن تدخل أمريكي محتمل في الشؤون الداخلية للمملكة المتحدة.

ووفقًا لما كشفته صحيفة" التلغراف" Telegraph، قضى الفريق الأمريكي، المكوَّن من خمسة دبلوماسيين من مكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل، عدة أيام في لندن خلال مارس/آذار، حيث التقوا نشطاء اعتُقلوا بسبب احتجاجات صامتة خارج عيادات الإجهاض، من بينهم إيزابيل فوغان-سبروس وروز دوكرتي وآدم سميث-كونور وليفيا توسيتشي-بولت والأب شون غوف.

وذكر مسؤولون أمريكيون أن الزيارة جاءت في إطار "بعثة تقصّي حقائق" للتعبير عن القلق من تآكل حرية التعبير في بريطانيا، لا سيما بعد حوادث اعتقال أشخاص بتهم تتعلق بالصلاة الصامتة أو الاقتراب من مناطق عازلة حول عيادات إجهاض.

والتقى الوفد الأمريكي بمسؤولين في وزارة الخارجية البريطانية وناقشوا قضايا تنظيم الإنترنت، وعلى رأسها قانون السلامة على الإنترنت، الذي اعتبره مسؤولون في إدارة ترامب موضع خلاف، بدعم من شخصيات مؤثرة مثل إيلون ماسك.

وكانت قضية الناشطة ليفيا توسيتشي-بولت، التي صدر ضدها حكم بالإفراج المشروط وغرامة بعد احتجاجها خارج عيادة بورنموث، قد أثارت قلقًا في أوساط وزارة الخارجية الأمريكية، لدرجة أنها حذّرت الحكومة البريطانية من أنها "تراقب الوضع عن كثب".

وفي السياق ذاته، صرّح نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، خلال مؤتمر ميونيخ للأمن، بأن "تراجع حرية التعبير في بريطانيا وأوروبا" أصبح مصدر قلق، مستشهدًا بقضية الجندي المخضرم آدم سميث-كونور الذي أُدين بسبب الصلاة الصامتة في مكان عام.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن "الولايات المتحدة تشعر بالقلق إزاء احترام حرية التعبير في بريطانيا"، مؤكدًا أهمية الحفاظ على القيم الديمقراطية في العلاقات الثنائية.

من جهته، رفض مكتب رئيس الوزراء البريطاني التعليق، بينما دافع السير كير ستارمر عن سجل بلاده في حرية التعبير، مؤكدًا أنها "قيمة راسخة".

وتأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه الخطاب حول حرية التعبير في بريطانيا انقسامًا واسعًا، بعد الحكم على لوسي كونولي، زوجة عضو في مجلس محافظ، بالسجن بسبب منشورات على منصّة X اعتُبرت تحريضًا على الكراهية العنصرية.

منظمات مثل تحالف الدفاع عن الحرية (ADF)، وهي جماعة ضغط مسيحية أمريكية محافظة، عبّرت عن دعمها للنشطاء المعتقلين، معتبرة أن "الدول الغربية الأخرى بدأت تلاحظ تآكل الحرية في بريطانيا".