عرب لندن
أثار قرار شركة "بوب مارت" تعليق بيع دمى "لابوبو" في متاجرها البريطانية موجة غضب بين محبي هذه الدمى، بعد تقارير عن فوضى وشجارات بين الزبائن في عدد من الفروع.
وذكرت الشركة المصنعة أن القرار يأتي "لتجنّب أي مشاكل أمنية محتملة"، مؤكدة أنها أوقفت المبيعات مؤقتًا في جميع فروعها الستة عشر داخل المملكة المتحدة حتى يونيو/حزيران المقبل.
وتحوّلت دمى "لابوبو" إلى ظاهرة واسعة الانتشار عبر منصة "تيك توك"، خاصة بعد ظهورها مع نجمات عالميات مثل ريهانا ودوا ليبا، ما جعلها من أبرز إكسسوارات الموضة مؤخرًا، ورفع الطلب عليها بشكل غير مسبوق.
ووفقاً لما نقلته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" BBC، قالت فيكتوريا كالفرت، وهي من المعجبين، إنها شهدت مشاهد من الفوضى في فرع "ستراتفورد" بشرق لندن. وذكرت: "كان الناس يصرخون ويتشاجرون، شعرت بالخوف وغادرت المكان لأن الأجواء لم تكن آمنة".
وتتراوح أسعار الدمى في بريطانيا ما بين 13.50 و50 جنيهًا إسترلينيًا، فيما تُباع الإصدارات النادرة منها بمئات الجنيهات على مواقع إعادة البيع مثل Vinted وeBay. وقد رُصدت تذاكر الشراء تُباع بنحو 150 جنيهًا إسترلينيًا.
وأوضحت شركة "بوب مارت" أنها تعمل حاليًا على تطوير آلية بيع جديدة "أكثر عدالة وهيكلة" تمهيدًا لإعادة توفير الدمى في المتاجر.
وواجه القرار انتقادات واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ عبّر البعض عن استيائهم من البائعين الذين يشترون الدمى لإعادة بيعها بأسعار مضاعفة. وكتب أحدهم: "المشكلة أن الشركة تطرح البضائع بالتنقيط، ما تسبب بكل هذه الفوضى".
وقالت "جايدي"، وهي صانعة محتوى متخصصة في فتح صناديق الدمى على تيك توك، إن "البائعين أفسدوا متعة التجربة"، لكنها اعتبرت القرار صائبًا لمحبي الدمى الحقيقيين الذين يرغبون في التسوق بأمان وهدوء.
من جانبها، أشارت سوزانا ستريتر، رئيسة قسم المال والأسواق في شركة "هارجريفز لانسداون"، إلى أن بيع الدمى في صناديق مغلقة وقلة المعروض منها ساهما في تصعيد الحماس والازدحام أمام المتاجر، وهو ما قد يُهدد بصورة العلامة التجارية الممتعة.
وأضافت: "تعليق المبيعات قد يدفع مزيدًا من الناس إلى شراء الدمى من مواقع إعادة البيع، ما يفتح الباب أيضًا لانتشار النسخ المقلدة والاحتيال".
بدورها، اعتبرت سارة جونسون، مؤسسة شركة "فلوريش ريتيل" للاستشارات، أن قرار التوقيف مؤقتًا يحمل طابعًا استراتيجيًا، مشيرة إلى أن علامات تجارية مثل "لابوبو" توظف الندرة كأداة تسويقية فعالة.
وأكدت "بوب مارت" أن مشاهد الطوابير الليلية والمشاحنات ليست ضمن تجربة التسوق التي تطمح لتقديمها، وأنها ستعيد إطلاق "لابوبو" في يونيو ضمن نظام بيع مُحكم لضمان العدالة والشفافية لكافة العملاء.