عرب لندن
نظمت منصة "عرب لندن" ندوة حوارية حضورية مميزة بمناسبة الذكرى السابعة والسبعين للنكبة الفلسطينية، تحت عنوان "فلسطين: من النكبة إلى الإبادة"، يوم أمس الجمعة، بحضور أكاديميين وكتاب فلسطينيين بارزين.
وأدار الندوة الأستاذة وجدان الربيعي التي افتتحت فعاليات الندوة بدقيقة صمت إجلالًا لأرواح الشهداء، واستهلت حديثها باستحضار أبيات الشاعر الفلسطيني محمود درويش، مستذكرة معاناة أهل غزة في ظل "أكبر إبادة جماعية" تجري اليوم أمام صمت وتخاذل عالمي، واستهلت حديثها بأبيات شعر لمحمود درويش من قصيدة فكر بغيرك.
وبدأ الأستاذ محمد أمين كلمته بتقديم تعازيه الحارة للدكتور عاطف الشاعر الذي فقد عدداً من أفراد أسرته في المذبحة الأخيرة، مؤكداً أن النكبة والجرائم المرتكبة ضد الفلسطينيين ليست حدثاً تاريخياً من الماضي، بل مذبحة مستمرة تطال الفلسطينيين في الداخل والخارج، من غزة إلى الشتات، بما في ذلك لندن وأمريكا.
وبيّن أمين أن هذه الإبادة الجماعية تمضي في ظل صمت عالمي مروع وتخاذل مخزٍ، مشيراً إلى أن ما يحدث في قطاع غزة لا يشبه أي مجازر أخرى في التاريخ الحديث، سواء في الحروب العالمية الأولى أو الثانية، من حيث حجم المعاناة والدمار.
وأبرز أمين في كلمته المحاور الأساسية التي استند إليها في تحليله، والتي تشمل: واقع الشعب الفلسطيني في الذكرى الـ77 للنكبة استنادًا إلى أحدث إحصائيات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، والتي كشفت أرقاماً صادمة حول أعداد الشهداء والجرحى، وكذلك معنى النكبة في الذاكرة الجماعية الفلسطينية.
وأوضح أمين أهمية إدانة الدور البريطاني المركزي في تأسيس دولة الاحتلال الإسرائيلي، داعيًا إلى بذل جهود أكبر في بريطانيا لمحاسبة الدولة التي كانت نقطة انطلاق المشروع الصهيوني.
وبدوره قدم الدكتور نهاد خنفر، رؤية تحليلية عميقة أشار فيها إلى أن النكبة لم تكن وليدة اللحظة التي حدثت فيها في عام 1948، بل هي نتيجة لمسار تاريخي طويل بدأ مع وعد بلفور عام 1917، امتد ليشمل مراحل معقدة من التوترات السياسية والاجتماعية في فلسطين.
وأوضح خنفر أن النكبة كانت نتيجة لعوامل متعددة، من بينها الانقسامات الداخلية في المجتمع الفلسطيني سواء أفقياً أو عمودياً، على الصعيد السياسي والاجتماعي والثقافي، والتي شكلت عاملًا مساعدًا للاستعمار في تنفيذ مشروعه. وبيّن كيف أن هذه الانقسامات أثرت على قدرة الشعب الفلسطيني في الحفاظ على وحدته الوطنية ومواصلة نضاله بشكل موحد وفعّال، مما أضعف مواقعه أمام المشروع الصهيوني.
في مداخلته، ركز الدكتور عاطف الشاعر على العامل الخارجي، وخاصة دور القوى الكبرى والقانون الدولي في استمرار الأزمة الفلسطينية. أشار إلى أن القانون الدولي "دُفن في رمال غزة"، حيث انتهك بشكل صارخ، ولا يزال يتعرض للانتهاك بشكل يومي، مؤكداً أن المشروع الصهيوني منذ تأسيسه قام على رفض كل القيم الأخلاقية والقانونية، ونجح في تثبيت أركانه بفضل دعم حلفاء خارجيين، بدءاً من بريطانيا التي وفرت الدعم من خلال الانتداب ووعد بلفور، وصولاً إلى الدعم السياسي والعسكري من الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها.
وأشار الشاعر إلى أن بناء جيش قوي كان أحد الركائز الأساسية التي سمحت لدولة الاحتلال بفرض سيطرتها، وأن الشرعية القانونية التي تم منحها للدولة الإسرائيلية عبر مؤسسات دولية مستمرة في التأثير حتى اليوم، مما يجعل الصراع مستمراً مع تعقيدات كبيرة على الساحة الدولية.
لمشاهدة الندوة كاملة: