عرب لندن 


أعلن عمدة لندن، صادق خان، عن خطة جديدة تهدف إلى إنهاء ظاهرة النوم في الشوارع في العاصمة البريطانية بحلول عام 2030، تتضمن توفير 500 منزل اجتماعي فارغ لصالح المشردين، في خطوة وُصفت بأنها الأجرأ منذ سنوات في مواجهة أزمة التشرد المتصاعدة.

وحسب ما ذكرته صحيفة ستاندرد “Standard” فإن هذه البيوت المخصصة ضمن الخطة مملوكة للسلطات المحلية أو جمعيات الإسكان، وستُرَمَّم باستخدام تمويل حكومي قدره 17 مليون جنيه إسترليني. 

وستُمنح هذه الوحدات على أساس طويل الأجل لمن يواجهون التشرد، إلى جانب دعم شخصي في مجالات الصحة النفسية والجسدية لمساعدتهم على استعادة الاستقرار وإعادة بناء حياتهم.

كما تشمل الخطة تعديل السياسات الحالية بحلول عام 2028، بحيث لا يُشترط على الأشخاص قضاء ليلة أولى في الشارع للحصول على المساعدة، وهو ما كان يمثل حاجزًا كبيرًا أمام الوصول إلى الدعم.

وخلال إطلاق الخطة في كنيسة سانت جون بمنطقة واترلو، روت سيدة تُدعى "خورا" قصتها المؤلمة مع التشرد، قائلة إنها أُجبرت على النوم في الشارع ثلاث ليالٍ قبل أن يُسمح لها بالحصول على المساعدة. وأضافت: "كنت أتنقل كل ليلة لحماية نفسي، انتظرت شخصًا مجهولًا يظهر لمساعدتي، وكان من الممكن أن أتعرض لأي خطر".

وستنفذ الخطة بالتعاون مع شبكة "Clearing House" التي تضم أكثر من 40 جمعية إسكان، وتوفر حاليًا 3,500 وحدة سكنية بأسعار إيجار اجتماعي للمشردين. ويُتوقع أن يُرفع العدد إلى 4 ألاف بعد ترميم المنازل الفارغة، دون شرط وجود ارتباط محلي بالمكان.

وتشير الإحصاءات إلى تفاقم أزمة التشرد في لندن، حيث تم تسجيل 4,427 شخصًا ينامون في الشوارع بين يناير ومارس 2025، بزيادة 8% عن نفس الفترة من العام السابق. ومن بينهم، كان نحو نصفهم حالات جديدة، و16% يعيشون بشكل دائم في الشوارع.

أما في الصيف، فتزداد الأعداد بشكل ملحوظ، إذ بلغ عدد المشردين بين يوليو وسبتمبر 2024 نحو 4,780 شخصًا، بزيادة 18% عن نفس الفترة من العام السابق.

من حيث الخلفيات، 47% من المشردين هم من المواطنين البريطانيين، و21% من أوروبا، و17% من أصول أفريقية، و11% من آسيا.

وتسعى الخطة إلى تحويل الجهود من إدارة الأزمات إلى الوقاية، من خلال إنشاء شبكة من "مراكز إنهاء التشرد" وخط هاتفي مخصص للمساعدة قبل الوقوع في الأزمة، مع دعم خاص للأشخاص ذوي الاحتياجات العالية أو الأوضاع القانونية المعقدة.

وقال صادق خان: "نحو 183 ألف شخص في لندن بلا مأوى، وواحد من كل 21 طفلًا يعيش في سكن مؤقت. ارتفع عدد المشردين بنسبة 58% خلال العقد الماضي. المواطنون يشعرون بالعجز أمام هذا المشهد، وهذه الخطة تهدف لتغيير الواقع جذريًا".

ومنذ عام 2016، ساعدت برامج البلدية نحو 18 ألف شخص على مغادرة الشوارع، بقي 75% منهم في مساكن مستقرة، فيما خُصص نحو 45 مليون جنيه إسترليني لمبادرات مكافحة التشرد في السنة المالية الجارية.

ورحبت منظمات ومؤسسات عدة بالخطة، إذ وصفها اللورد جون بيرد، مؤسس مجلة "بيغ إيشو"، بأنها خطوة مهمة نحو الوقاية طويلة الأجل، مشددًا على ضرورة دعم من يعيشون في فقر شديد قبل أن يسقطوا في دوامة التشرد.

وقالت إيما حداد، الرئيسة التنفيذية لمنظمة "سانت مونغو": "كثير من الأشخاص الذين نساعدهم يعانون من مشكلات صحية معقدة، وكانوا يُجبرون على النوم في الشوارع قبل تلقي أي دعم. الخطة الجديدة ستحدث فرقًا حقيقيًا".

من جانبه، أوضح جون غلينتون، المدير التنفيذي في مؤسسة "ريفرسايد"، أن الخطة جاءت في وقت حرج، داعيًا إلى مزيد من المساكن الصغيرة وزيادة في المعروض من الإسكان الاجتماعي لضمان حلول طويلة الأمد.

واختتمت روشَنارا علي، وزيرة الدولة لشؤون التشرد، بالترحيب بالخطة، مؤكدة أنها تتماشى مع جهود الحكومة لمعالجة جذور التشرد بكل أشكاله.


 

 

السابق فيديو | بريطانيا في دقيقة: انخفاض صافي الهجرة لبريطانيا للنصف!!
التالي موجز أخبار بريطانيا من موقع ومنصة عرب لندن الجمعة:  23 مايو / أيار 2025