عرب لندن
أعلن مكتب الإحصاءات الوطنية البريطاني (ONS) عن تراجع حاد في صافي الهجرة إلى المملكة المتحدة خلال عام 2024، حيث بلغ عدد القادمين الصافيين 431 ألف شخص، مقارنة بـ860 ألفًا في عام 2023، وهو أكبر انخفاض سنوي يُسجَّل حتى الآن.
وحسب ما ذكرت شبكة بي بي سي “BBC” يُعزى هذا التراجع بشكل رئيسي إلى انخفاض أعداد الوافدين للعمل والدراسة نتيجة سياسات الحكومة المحافظة السابقة، إضافةً إلى مغادرة العديد من الطلاب الدوليين بعد تخفيف قيود جائحة كوفيد-19. كما انخفض عدد المرافقين لحاملي تأشيرات العمل والدراسة، وهو ما كان هدفًا مباشرًا لسياسات وزير الداخلية السابق، جيمس كليفرلي.
وقال كليفرلي في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC) "أنا فخور بأنني ساهمت في خفض صافي الهجرة، وعملت على ذلك بدعم كامل من رئيس الوزراء السابق ريشي سوناك." واتهم حزب العمال بمحاولة نسب الفضل لنفسه، رغم معارضته لهذه السياسات وقت تطبيقها.
وكشفت بيانات وزارة الداخلية عن انخفاض عدد طالبي اللجوء المقيمين في فنادق ممولة من الدولة إلى 32,345 شخصًا في مارس 2025، مقارنة بـ38,079 في ديسمبر 2024. رغم أن هذه الأعداد لا تزال أعلى مما كانت عليه عند تولي حزب العمال السلطة في يونيو 2024 (29,585)، إلا أنها أقل بكثير من الرقم القياسي المسجل في يونيو 2023 (58,636) في عهد الحكومة المحافظة السابقة.
وأوضحت الوزارة أن تسريع معالجة طلبات اللجوء ساعد في تقليص الأعداد، حيث يُمنح الإقامة لمن يثبت استحقاقه، فيما تُرفض الطلبات الأخرى ويتم ترحيل أصحابها. وبلغ عدد المرحلين 29,867 شخصًا، من بينهم طالبو لجوء مرفوضون ومجرمون أجانب.
وقالت وزيرة الداخلية، يفيت كوبر: "انخفض صافي الهجرة بمقدار 300 ألف شخص منذ الانتخابات، وسنواصل خفض الأعداد من خلال تنفيذ سياسات الورقة البيضاء للهجرة."
وأضافت: "شهدنا زيادة في ترحيل المهاجرين غير الشرعيين والمجرمين الأجانب، وتراجعًا في استخدام الفنادق وتراكم طلبات اللجوء. كما سنعزز أمن الحدود، ونكثّف محاربة عصابات التهريب عبر صلاحيات جديدة مستوحاة من قوانين مكافحة الإرهاب."
في المقابل، أكد وزير الداخلية في حكومة الظل، كريس فيلب، أن السياسات التي اتخذتها الحكومة المحافظة السابقة كانت السبب الرئيس في الانخفاض، لكنه أشار إلى أن الأعداد لا تزال مرتفعة، وتحتاج إلى مزيد من الخفض.
ووصف زعيم حزب الإصلاح البريطاني، نايجل فاراج، الأرقام بأنها "لا تزال مدمّرة"، رغم أنها أقل من "خيانة المحافظين الكبرى" كما وصفها. فيما رحبت المتحدثة باسم حزب الديمقراطيين الأحرار، ليزا سمارت، بخطوات الحكومة الحالية، معتبرة أنها تصحح "فوضى" نظام الهجرة التي تسببت بها الحكومات السابقة.
وقالت الدكتورة مادلين سامبشن، مديرة مرصد الهجرة في جامعة أكسفورد، إن التراجع الكبير في صافي الهجرة يرجع إلى الارتفاع غير المعتاد في 2023، خصوصًا في منح تأشيرات العمل في قطاع الرعاية الصحية والطلاب الدوليين ومرافقيهم.
وأضافت:"من غير المرجح أن يؤثر هذا التراجع بشكل كبير على الاقتصاد، إذ إن الفئات التي انخفضت ليست من أصحاب المهارات أو الدخول الأعلى، ولا من الفئات التي تتطلب دعمًا حكوميًا كبيرًا."