عرب لندن
يواجه مئات الآلاف من الأسر في المملكة المتحدة خطر فقدان التدفئة والمياه الساخنة اعتبارًا من الأول من يوليو، نتيجة توقف عدادات الكهرباء القديمة من نوع RTS عن العمل، ما قد يؤدي إلى تعطل أنظمة الطاقة المنزلية في ذروة احتياجها خلال الشتاء المقبل.
ووفقًا لما ذكره موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"BBC، أوضحت شركات الطاقة أن استبدال عدادات نظام التبديل اللاسلكي، المستخدم منذ ثمانينيات القرن الماضي، يشكل تحديًا كبيرًا، مشيرين إلى صعوبة إتمام عملية الاستبدال بالكامل قبل الموعد النهائي المقرر لإيقاف تشغيل هذه التقنية في 30 يونيو.
و رغم أن معظم المنازل تستخدم عدادات قياسية أو ذكية ولن تتأثر، تُقدَّر أعداد المنازل التي لا تزال تعتمد على عدادات RTS بأكثر من 300 ألف منزل، مما يجعلها معرضة لخطر انقطاع الخدمة أو تراجع أدائها.
وصرّحت الحكومة البريطانية بأن قطاع الكهرباء مطالب بالتحرك العاجل لتسريع وتيرة عمليات الاستبدال، مع التشديد على حماية المستهلكين، خصوصًا الأكثر تضررًا.
يُذكر أن تقنية RTS تعمل على ترددات راديوية طويلة الموجة للتحكم في أسعار الكهرباء خلال فترات الذروة وخارجها، وهي الآن في طور الإلغاء التدريجي لصالح العدادات الذكية.
ووفقًا لبيانات شركة Energy UK، فإن نحو 430 ألف منزل لا تزال تستخدم هذه العدادات حتى نهاية مارس، ويجري حاليًا استبدال ما يزيد على ألف عداد يوميًا. لكن للوصول إلى العدد المطلوب قبل الموعد النهائي، تشير التقديرات إلى ضرورة مضاعفة المعدل ليصل إلى نحو 5000 عداد يوميًا.
وأوضح نيد هاموند، نائب مدير شؤون العملاء في Energy UK، أن وتيرة الاستبدال تشهد ارتفاعًا، لكنه أقر بصعوبة الالتزام بالموعد النهائي دون زيادة كبيرة في الموارد. وأكد أن شركات الطاقة تسعى لوضع خطة دقيقة لإيقاف تشغيل النظام تدريجيًا مع مراعاة حماية المستهلكين.
وحذر سيمون فرانسيس، من تحالف "إنهاء فقر الوقود"، من أن محدودية توفر المهندسين، خاصة في المناطق الريفية، قد يؤدي إلى فترات انقطاع طويلة تطال الفئات الأكثر هشاشة. ومن جانبها، أشارت هيئة تنظيم الطاقة Ofgem إلى أن العدادات المتأثرة تتحكم غالبًا بدوائر منفصلة مسؤولة عن التدفئة والماء الساخن، ما يقلل من تأثيرها على باقي الأجهزة الكهربائية في المنزل.
وكان من المقرر في الأصل إيقاف شبكة RTS في مارس 2024، قبل أن يتم تمديد المهلة حتى نهاية يونيو لمنح شركات الطاقة مزيدًا من الوقت. وبينما تبقى العدادات الذكية الخيار البديل، يواجه قطاع الطاقة تحديًا إضافيًا بسبب رفض بعض العملاء الانتقال إلى هذه التقنية. وتحدثت جين، إحدى المقيمات في نورفولك، لهيئة الإذاعة البريطانية عن شعورها بأنها مجبرة على استخدام عداد ذكي رغم رضاها عن النظام الحالي وتعريفة "Economy 7".
أما ديان غراي، المقيمة في كمبريا، فعبّرت عن قلقها من غياب البدائل، إذ أخبرها مزود الخدمة بعدم إمكانية تركيب عداد متوافق مع نظام التدفئة في منزلها، قبل أن تُبلغ لاحقًا بموعد لتركيب عداد ذكي في يونيو، دون توضيح كافٍ حول مدى توافقه مع وضعها الحالي.
وفي حالة عدم إمكانية تركيب عداد ذكي، أكدت Ofgem على ضرورة توفير عداد مناسب دون انقطاع في الخدمة، مع التحذير من محاولات الاحتيال التي تستهدف العملاء بطلب مبالغ مالية مقابل تغيير العدادات.
وحثت الجهات الرسمية المواطنين الذين يشكّون في امتلاكهم لعداد RTS على التواصل المباشر مع مزود الخدمة، خصوصًا إذا كانت منازلهم تحتوي على صندوق تحويل يحمل ملصق Radio Teleswitch، أو يستخدمون الكهرباء فقط للتدفئة ولا تتوفر شبكة غاز في منطقتهم، أو يستفيدون من تعرفة اقتصادية مخفضة في أوقات معينة من اليوم.