عرب لندن
حثّ اللورد بيميش، عضو البرلمان عن حزب العمال ورئيس لجنة الاستخبارات والأمن، الحكومة البريطانية على إلزام الجامعات بالكشف عن التبرعات التي تتلقاها من الصين، محذرًا من خطورة التهاون مع النفوذ الصيني في الأوساط الأكاديمية البريطانية.
وكتب اللورد بيميش في مقالٍ نشرته صحيفة "التلغراف" Telegraph، أن على الحكومة إنشاء سجل عام يكشف عن التمويلات الصينية للجامعات، مؤكدًا أن "الشفافية الكاملة ضرورية لفهم نطاق هذا النفوذ"، ومشدّدًا على ضرورة التدخل الحكومي عندما تشكل الشراكات الأكاديمية خطرًا على الأمن القومي.
وأضاف بيميش، الذي شغل منصب نائب برلماني عن حزب العمال لمدة 23 عامًا وكان وزيرًا للمحاربين القدامى في حكومة جوردون براون، أن الحكومة أظهرت "سذاجة" في تعاملها مع قضية النفوذ الصيني، مؤكدًا الحاجة إلى "إعادة تقييم التعاون مع الجامعات الصينية، دون فرض حظر كامل، بل عبر الرقابة الدقيقة".
وتأتي هذه الدعوة بعد جدل واسع أثاره استحواذ الحكومة البريطانية على شركة "بريتيش ستيل" المملوكة للصين، ما أدى إلى توتر دبلوماسي مع بكين، حيث اتهمت السفارة الصينية بعض أعضاء البرلمان بـ"الغرور" و"الجهل".
ويتابع هذا التدخل التوصيات الواردة في تقرير لجنة الاستخبارات والأمن بشأن الصين، الصادر في يوليو/تموز 2023، والذي أوصى بإنشاء سجل عام للتبرعات الأجنبية لمؤسسات التعليم العالي، بإشراف وزارة التعليم ووحدة التهديدات الحكومية في وزارة الداخلية.
ومع ذلك، لم تعلن وزارة التعليم عن أي خطوات رسمية لتبني هذه التوصية، ورفض متحدث باسم الوزارة التعليق على المسألة.
وكشف التقرير البرلماني عن مخاوف واسعة من النفوذ الصيني داخل الجامعات البريطانية، محذرًا من استغلال التعاون الأكاديمي لسرقة الملكية الفكرية، لاسيما مع وجود أعداد كبيرة من طلاب الدراسات العليا الصينيين المشاركين في أبحاث متقدمة.
في المقابل، أبدت قيادات حزب العمال الحالية، ومن بينهم السير كير ستارمر وزيرة المالية راشيل ريفز، استعدادًا لمزيد من التعاون مع الصين رغم التحديات.
وأكدت ريفز في مقابلة مع "التلغراف" أن تجاهل الصين سيكون "تصرفًا أحمق"، مشيرةً إلى أهمية تعزيز الشراكات الاقتصادية والمالية، لا سيما مع وجود اتفاقيات قُدّرت قيمتها بنحو 600 مليون جنيه إسترليني لصالح الاقتصاد البريطاني.
واختتم اللورد بيميش مقاله بالتشديد على ضرورة التحلي بالوعي الكامل تجاه القواعد التي تتبعها الصين، معتبرًا أن الجدل الدائر حول النفوذ الصيني ليس وليد اللحظة، بل يمثل جزءًا من صراع قيم عالمي أشار إليه تقرير لجنة الاستخبارات المشتركة لعام 2019، والذي أكد أن الصين تمثل تهديدًا واسع النطاق لمصالح المملكة المتحدة.