عرب لندن
حذّر تقرير حكومي مُسرب من أن الخطاب السياسي في المملكة المتحدة بشأن الهجرة يُثني نخبة علماء وأطباء السرطان في العالم عن الانتقال للعمل أو الاستقرار في البلاد، ما يُقوّض جهود الأبحاث الطبية الحيوية ويُهدد حياة المرضى.
وذكر موقع صحيفة "الغارديان" Guardian أن تحليلًا أعدّه مكتب مجلس الوزراء بالتعاون مع وزارة العلوم والابتكار والتكنولوجيا كشف أن السياسات المتعلقة بالهجرة، إلى جانب التصريحات السلبية الصادرة عن بعض المسؤولين السياسيين، تُقوّض قدرة المملكة المتحدة على استقطاب الكفاءات الدولية والاحتفاظ بها، وذلك في وقتٍ تُعاني فيه هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) من نقصٍ حاد في الكوادر وارتفاعٍ في معدلات الإصابة بالسرطان.
وذكر التقرير: "إن الخطاب السياسي السائد حول الهجرة له تأثير مباشر على قدرتنا على جذب المواهب البحثية والاحتفاظ بها"، مشيرًا إلى أن هذه المشكلة تفاقمت منذ تصويت بريطانيا على الخروج من الاتحاد الأوروبي، حيث أصبحت المملكة المتحدة أقل جاذبية للعلماء والباحثين، لا سيما من دول التكتل الأوروبي.
وقال أحد المشاركين في إعداد التقرير: "لا أحد يرغب في العمل في بيئة يشعر فيها بعدم الترحيب".
ووفقًا للوثيقة التي حصلت عليها صحيفة “الغارديان” Guardian، فإن ارتفاع تكاليف تأشيرات الدخول يُمثل عائقًا آخر أمام الكفاءات الطبية، حيث تدفع المؤسسات البحثية البريطانية مبالغ طائلة لجذب الخبراء الأجانب. فعلى سبيل المثال، ينفق معهد فرانسيس كريك، أحد أهم مراكز الأبحاث الطبية في العالم، أكثر من 500 ألف جنيه إسترليني سنويًا على تأشيرات دخول علماء السرطان، في حين أن إجمالي الإنفاق على تأشيرات علماء السرطان في البلاد بلغ نحو 690 ألف جنيه إسترليني في عام واحد، بزيادة 44% عن العام السابق.
ويُشير التقرير إلى أن هذه النفقات تستنزف الميزانيات المخصصة للأبحاث، وتُقلل من فرص الحصول على العلاجات المتطورة، ما يؤثر سلبًا على مرضى السرطان، ومنهم أطفال توقف علاجهم عن العمل أو انتكسوا مجددًا.
كما حذّر التقرير من أن المملكة المتحدة باتت غير قادرة على منافسة الدول الأخرى في جذب الكفاءات، سواء من داخل الاتحاد الأوروبي أو من خارجه، نتيجة ارتفاع تكاليف الهجرة مقارنةً بدول مثل ألمانيا وكندا وأستراليا.
ويطالب التقرير الحكومة بمراجعة نظام الهجرة الحالي، وتخفيض التكاليف الإجمالية المرتبطة باستقدام المتخصصين في مجال السرطان وعائلاتهم، بهدف تسهيل توظيف الخبرات الدولية وتعزيز الأبحاث الحيوية.
وفي رد رسمي، قالت الحكومة البريطانية إنها تعمل على تعزيز التعاون بين القطاع الصحي والجامعات والمؤسسات البحثية، لتسريع وتيرة الابتكار في العلوم الطبية والتكنولوجيا الحيوية، وتمكين المرضى من الحصول على علاجات مُتقدمة.
من جهته، أكد الدكتور إيان ووكر، المدير التنفيذي لمؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، أن التعاون مع الكفاءات العالمية يُعدّ عاملًا أساسيًا لتحقيق تقدم أسرع في علاج السرطان، مضيفًا: "إذا أردنا التغلب على هذا المرض، يجب أن نكون بيئة جاذبة للعلماء من جميع أنحاء العالم".