عرب لندن
وجّه الأمير ويليام، أمير ويلز، نداءً حازمًا إلى المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات عاجلة لحماية محيطات الأرض، محذرًا من أن الوقت ينفد لعكس الأضرار المتسارعة التي تلحق بالنظم البيئية البحرية.
وأفاد موقع "ذا ستاندرد" The Standard أن الأمير ويليام ألقى كلمته خلال فعالية رفيعة المستوى أُقيمت في موناكو يوم الأحد بمناسبة اليوم العالمي للمحيطات، حيث حثّ الدول والحكومات والقطاع الخاص والأفراد على العمل المشترك "بروح من التفاؤل والإلحاح".
و دعا إلى تكثيف الجهود لتحقيق الهدف العالمي المتمثل في حماية 30% من اليابسة والبحر بحلول عام 2030.
وقال الأمير: "المحيط في خطر جسيم، لكنه قادر على التعافي، فقط إذا عملنا معًا الآن". ولفت إلى أن نسبة المحميات البحرية الكاملة لا تتجاوز حاليًا 3%، وهو ما اعتبره "رقمًا منخفضًا بشكل مقلق"، داعيًا إلى تسريع الجهود البيئية قبل فوات الأوان.
وأشار الأمير ويليام إلى الأدوار الحيوية التي تلعبها المحيطات في استدامة الحياة على كوكب الأرض، من تنظيم المناخ وتوفير الأكسجين إلى إطعام أكثر من ثلاثة مليارات إنسان. لكنه حذّر من أن هذا التوازن الهش مهدد بفعل التغير المناخي، والصيد الجائر، والتلوث البلاستيكي، مؤكدًا أن "ما كان يُعتبر موردًا وفيرًا بات يتناقص أمام أعيننا".
وسلّط ويليام الضوء على قصص نجاح متميزة ضمن إطار "جائزة إيرث شوت" البيئية التي أطلقها لدعم الابتكار في مواجهة التحديات المناخية، مشيرًا إلى مبادرات مثل "كورال فيتا"، و"مي ألجاي"، و"بريستين سيز"، التي تقود جهودًا لاستعادة الموائل البحرية، والحد من الصيد الجائر، وتوسيع نطاق المناطق المحمية.
ومن بين هذه المبادرات، تبرز "كورال فيتا" التي أسسها سام تيتشر وجاتور هالبرن، والتي طورت تقنية لزراعة الشعاب المرجانية بوتيرة أسرع بـ50 مرة من النمو الطبيعي، وتنفذ حاليًا مشروعًا رائدًا في جزر البهاما. كما أشار إلى شركة MiAlgae الناشئة، التي تنتج أحماض أوميغا 3 من الطحالب بدلًا من الأسماك، وقد ساهمت في إنقاذ ملايين الأسماك وتدوير ملايين الليترات من مياه الصرف. كذلك، نوّه بدور العالم إنريك سالا ومشروعه "Pristine Seas"، الذي ساعد في إنشاء 29 محمية بحرية كبرى في العالم، وقد عُرضت جهوده مؤخرًا في فيلم وثائقي بصوت ديفيد أتينبورو.
وأكد ويليام أن هذه الابتكارات البيئية تمثل أدلة واقعية على إمكانية التغيير، لكنها تحتاج إلى دعم أوسع من المجتمع الدولي لتحقيق الأثر المرجو، مضيفًا: "تلك العقول اللامعة لا تستطيع المضي بمفردها. إنها بحاجة إلى إرادة سياسية، وتمويل، وإجراءات جريئة على المستويات كافة".
واختتم الأمير كلمته بنداء مؤثر، مرددًا كلمات أتينبورو: "بإنقاذ البحر، ننقذ عالمنا"، داعيًا الجميع إلى تحمّل المسؤولية الفردية والجماعية في هذه "الفترة الحاسمة" قبل بلوغ عام 2030، مؤكدًا أن "الوقت ينفد، والعمل مطلوب الآن أكثر من أي وقت مضى".
وقد لاقت كلمته، التي تخللتها عبارات باللغة الفرنسية، إشادة كبيرة وتصفيقًا حارًا، فيما اعتُبرت لحظة فارقة في الجهود العالمية الهادفة لحماية التنوع البيولوجي واستعادة صحة كوكب الأرض.