عرب لندن
تستعد المملكة المتحدة لزيادة كبيرة في إنتاج الأسلحة والذخائر المحلية بهدف تقليل اعتمادها على الواردات من الولايات المتحدة وفرنسا.
ويأتي هذا التحرك في وقت تتجه فيه الشركات الدفاعية البريطانية والأوروبية إلى تقليص شراء الأسلحة والمعدات الأمريكية بسبب المخاوف من أن تصبح الولايات المتحدة، تحت قيادة الرئيس السابق دونالد ترامب، شريكًا عسكريًا غير موثوق.
وأفاد تقرير لصحيفة ذا تايمز أن شركة BAE Systems البريطانية، وهي أكبر شركة دفاعية في أوروبا، تعمل على تطوير تقنيات جديدة لإنتاج المتفجرات والوقود الدافع داخل المملكة المتحدة، لتلبية احتياجات وزارة الدفاع ومتطلبات التصدير.
من بين الخطط التي تنفذها الشركة، إنشاء مواقع جديدة في مختلف أنحاء المملكة المتحدة لإنتاج متفجرات RDX، التي تُستخدم في قذائف عيار 155 مم للجيش البريطاني. كما تخطط الشركة لبناء ثلاثة مواقع إضافية لتعزيز قدرة الإنتاج وضمان استمرارية توفير الذخائر الحيوية في ظل التحديات العالمية.
وفي هذا السياق، صرح وزير الدفاع البريطاني، جون هيلي، بأن صناعة الدفاع تشكل "الأساس لقدرتنا على القتال والانتصار في ساحة المعركة"، مؤكدًا أن تعزيز الإنتاج المحلي للمدفعية يعد خطوة مهمة لتقوية القدرة الصناعية والاستفادة من الدروس المستفادة من النزاع في أوكرانيا.
وحسب ما ذكرته صحيفة الغارديان "The Guardian" من جانبها، أكدت BAE Systems أنها طورت طرقًا مبتكرة لإنتاج الأسلحة الجديدة، بما في ذلك تحسين تصنيع المتفجرات والوقود الدافع دون الحاجة إلى المواد التي تشهد طلبًا مرتفعًا مثل النيتروسيليلوز والنيتروجليسرين.
وكانت الشركة تعتمد سابقًا على استيراد RDX من الولايات المتحدة وفرنسا، لكنها تسعى الآن لتوفير ذخيرتها بدون القيود المفروضة من الولايات المتحدة، مما يسهل بيعها وتداولها بحرية.
وفي تصريحات لستيف كارديو، مدير تطوير الأعمال في BAE Systems، قال إن "التطورات في تصنيع المواد الحركية الاصطناعية والوقود الدافع ستعزز مرونة سلسلة الإمدادات في المملكة المتحدة وتساهم في تلبية الطلب المتزايد على الذخائر الحيوية".
وأضاف أن هذا التوسع يدعم النمو الاقتصادي من خلال خلق فرص عمل عالية المهارة وتعزيز فرص التصدير.
تأتي هذه الخطوات في إطار سعي المملكة المتحدة لتأمين استقلالها الدفاعي وتعزيز قوتها الصناعية في مواجهة التحديات الجيوسياسية الحالية.