هارفارد تتحدى ترامب... والبيت الأبيض يجمّد ملياري دولار من التمويل
عرب لندن
هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإلغاء الإعفاء الضريبي لجامعة هارفارد، بعد ساعات من إعلان إدارته تجميد أكثر من ملياري دولار من التمويل الفيدرالي المخصص للجامعة، في تصعيد جديد ضمن حملته ضد ما وصفه بـ"التحيز السياسي والفكري" في المؤسسات الأكاديمية الكبرى.
ووفقًا لما أوردته شبكة "بي بي سي" BBC، طالب البيت الأبيض جامعة هارفارد، أعرق مؤسسة تعليمية في الولايات المتحدة، بإجراء تغييرات جذرية في سياسات القبول والتوظيف والمناهج، بزعم تعزيز جهود مكافحة معاداة السامية داخل الحرم الجامعي.
هذا وتُعد هارفارد أول جامعة أمريكية كبرى ترفض رسميًا تلك المطالب، متهمةً إدارة ترامب بالسعي إلى "فرض وصاية سياسية" على مجتمعها الأكاديمي.
وفي منشور على منصته "تروث سوشيال"، قال ترامب: "ربما ينبغي على جامعة هارفارد أن تفقد إعفاءها الضريبي وتُعامل ككيان سياسي، إذا استمرت في الترويج لهذا المرض الأيديولوجي والإرهابي". وأضاف: "الإعفاء الضريبي مشروط تمامًا بخدمة المصلحة العامة".
ويعني فقدان الإعفاء الضريبي المحتمل تكبد الجامعة ملايين الدولارات سنويًا، في وقت تسعى فيه الإدارة إلى إعادة هيكلة العلاقة بين الحكومة الفيدرالية والمؤسسات الأكاديمية عبر اشتراط التمويل بتنفيذ توجيهات فكرية وإدارية.
وكشفت صحيفة" نيويورك تايمز" The New York Times عن رسالة رسمية من البيت الأبيض إلى إدارة هارفارد تطالب بإجراء تغييرات تشمل:
الإبلاغ عن الطلاب الذين "يعارضون القيم الأمريكية".
ضمان "تنوع الآراء" في كل قسم أكاديمي.
تعيين جهة خارجية لتدقيق البرامج التي يُشتبه بأنها تغذّي المضايقات المعادية للسامية.
فرض رقابة وتدقيق على أعضاء هيئة التدريس.
اتخاذ إجراءات تأديبية على خلفية الاحتجاجات المناهضة للحرب في غزة.
ورفض رئيس جامعة هارفارد، آلان غاربر، هذه المطالب، مؤكدًا التزام الجامعة باستقلالها الأكاديمي والدستوري. وقال: "بعض مطالب الإدارة قد تكون مبررة في سياق مكافحة معاداة السامية، لكن الغالبية تمثل تدخلًا مباشرًا في الشؤون الفكرية للجامعة".
وفي أعقاب الرفض، أعلنت وزارة التعليم الأمريكية تجميد 2.2 مليار دولار من المنح و60 مليون دولار من العقود الحكومية الممنوحة لهارفارد، مؤكدة أن ما وصفته بـ"ثقافة الاستحقاق" في المؤسسات النخبوية باتت تشكل تهديدًا لقيم الحرم الجامعي، خاصة بعد تكرار حوادث مضايقة الطلاب اليهود.
بدوره، علّق ديفيد أرميتاج، أستاذ التاريخ في هارفارد، لهيئة الإذاعة البريطانية “البي بي سي” BBC قائلاً: "هذا الإجراء انتقامي وغير مبرر، ويهدف إلى إسكات حرية التعبير داخل الحرم الجامعي".
وكانت جامعة كولومبيا في نيويورك قد وافقت الشهر الماضي على حزمة مطالب مماثلة بعد أن سحبت إدارة ترامب تمويلاً قدره 400 مليون دولار. وفي الوقت نفسه، تواجه جامعة هارفارد مراجعة حكومية تشمل عقودًا ومنحًا بقيمة 8.7 مليار دولار، فيما رفع أساتذتها دعوى قضائية يتهمون فيها الحكومة بانتهاك الحريات الأكاديمية.
ورغم ثروتها الضخمة التي تبلغ 53 مليار دولار، تجد هارفارد نفسها اليوم في قلب مواجهة سياسية تعكس تزايد الضغط على الجامعات الأمريكية في ظل إدارة ترامب الثانية، وسط مؤشرات على تراجع الثقة العامة في التعليم العالي، خاصة بين الجمهوريين، بحسب استطلاع حديث أجرته مؤسسة "غالوب".