عرب لندن

تعرض لاجئون فقراء في شمال فرنسا للإجبار -تحت تهديد السلاح- من قبل عصابات التهريب على قيادة قوارب متهالكة لعبور القنال الإنجليزي، بحسب شهادات حية من مخيم "لون-بلاج" قرب دونكيرك.

وأفاد لاجئون، غالبيتهم من إفريقيا، بأنهم لا يملكون المال اللازم لدفع تكاليف التهريب، مما يدفع العصابات إلى إجبارهم على قيادة القوارب كخيار وحيد للعبور إلى بريطانيا.

وصرح شاب من جنوب السودان قائلاً: "لا نملك المال، فيوجهون إلينا السلاح ويطلبون منا قيادة القارب. لا أعرف كيف أقوده ولا أريد التسبب في مقتل أحد. الحكومة البريطانية يجب أن تنظر في هذا. نحن لسنا مجرمين".

من جانبها، اتهمت كلير موسلي، مؤسسة منظمة "Care4Calais"، الحكومة البريطانية بظلم اللاجئين الذين يُسجنون بسبب قيادتهم القوارب رغم أنهم ضحايا للحروب. 

وأضافت:: "نرى مراراً لاجئين يُجبرون على القيادة لأنهم بلا مال، ثم يُعاقبون بالسجن"، بحسب ما نقلته "الميرور". 

وسجنت المحاكم البريطانية العام الماضي رجلين من إفريقيا بسبب قيادتهم لـ"قوارب الموت"، إذ حُكم على إبراهيم باه من السنغال، بالسجن تسع سنوات وستة أشهر بتهمة القتل غير العمد بعد غرق أربعة لاجئين في ديسمبر 2022، وقد أكد أنه تعرض للتهديد والضرب حين حاول رفض القيادة بسبب سوء حالة القارب.

كما سُجن شول فان ميكر من جنوب السودان البالغ 31 عاماً ، لمدة 20 شهراً بعدما قاد قارباً محمّلاً بـ52 لاجئاً. 

واشتكى لاجئون في "لون-بلاج" من أن بعض المهربين يقبضون المال ثم يمنعون الركّاب من الصعود باستخدام السلاح.

وكان زعيم حزب العمال كير ستارمر، قد دعا إلى التعامل مع عصابات التهريب كمنظمات إرهابية.

وتحدث لاجئون في المخيم عن قصص مروعة، كانت إحداها قصة فاثي أدير محمد البالغ 24 عاماً، والذي أظهر بطاقة صحافي من إثيوبيا، بينما قال : "انتقدت الحكومة كثيراً، فتم اعتقالي دون محاكمة وتعرضت لانتهاكات كثيرة، يمكنني أن أريكم آثار التعذيب على جسدي".

وروى شاب يُدعى جون كان قد فرّ من الحرب في جنوب السودان، كيف اعتقل في ليبيا لمدة 11 شهراً في مركز اعتقال سيء السمعة قرب طرابلس، حيث تعرض للضرب والتعذيب وشهد مقتل أصدقائه.

 قال: "كنت ممرضاً، وأريد أن أمارس مهنتي. لطالما أخبرني والدي أن لندن مكان جيد وسأذهب إليه يوماً ما".

بهذا الصدد أشارت موسلي لعدم وجود وسيلة قانونية للاجئين في كاليه لتقديم طلب لجوء إلى بريطانيا، رغم أن 80% منهم مؤهلون. 

وشددت على أن القوارب الصغيرة تبقى وسيلتهم الوحيدة، رغم خطورتها.

السابق القبض على مراهق نرويجي بتهم تتعلق بالأسلحة في قضية مرتبطة بالأمن القومي البريطاني
التالي رجل يتنكر في زي "جرذ" خلال اجتماع مجلس المدينة احتجاجاً على أزمة النفايات في برمنغهام