بعد 25 عامًا من الغموض: كيف انتهى لغز وفاة الطفل كالوم؟
عرب لندن
في تطور مدهش لقضية شغلت الرأي العام لمدة ربع قرن، تم أخيرًا حل لغز وفاة الطفل كالوم، الذي عُثر على جثته في غابة بالقرب من مدينة ملاهي في وارينغتون عام 1998. وعقب تحقيق دام سنوات، تواصل المحققون الثلاثة الذين شاركوا في حل القضية للإعراب عن ارتياحهم بعد اكتشاف الحقائق.
وبحسب ما ورد في موقع صحيفة “الغارديان” Guardian، بدأت القصة في 14 مارس/آذار 1998 عندما عثر شخص كان يمشي كلبه في غابة بالقرب من مدينة ملاهي في وارينغتون على جثة طفل حديث الولادة، ملفوفة في أكياس القمامة. أثار الاكتشاف صدمة واسعة، وبدأت حملة بحث ضخمة على مستوى البلاد عن والدي الطفل. وشهدت تلك الحملة عمليات استجواب مكثفة، حيث تم أخذ عينات من الحمض النووي من مئات الشابات، بالإضافة إلى استجواب طالبات المدارس.
ورغم هذه الجهود، ظل الطفل مجهول الهوية، وتم دفنه في نعش أبيض صغير في جنازة تم تمويلها من تبرعات. ومع مرور الوقت، ظلت أسئلة كثيرة دون إجابة حول هوية الطفل وأسباب وفاته. لكن بعد 25 عامًا، جاء الحل بشكل غير متوقع.
خلال مراجعة روتينية للملفات، اكتشف المحققون تطابقًا غير عادي بين الحمض النووي للطفل كالوم وأحد الأشخاص في قاعدة البيانات الوطنية. كانت المفاجأة أن الشخص المعني كان ماثيو شاركي، الذي تبين أنه الأخ الأكبر للطفل. أدى هذا الاكتشاف إلى الوصول إلى والدته، جوان شاركي، التي اعترفت بأنها كانت تنتظر مولودًا قبل 25 عامًا.
وفي الأسبوع الماضي، أصدرت محكمة ليفربول حكمًا على جوان شاركي، الموظفة السابقة في المجلس المحلي، بالسجن مع وقف التنفيذ لمدة عامين بعد اعترافها بقتل ابنها حديث الولادة أثناء معاناتها من اكتئاب حاد بعد الولادة. ولم تسجن شاركي بسبب الظروف النفسية التي كانت تمر بها وقت الحادث، على أن تخضع للعلاج النفسي وتلتزم بعدم ارتكاب أي جرائم أخرى.
هذا وأعرب المحققون عن ارتياحهم لحل القضية، حيث قالت المفتشة السابقة، جو ميلر، التي قادت المناشدات الإعلامية في عام 1998: "هذا اليوم يحمل الكثير من الطمأنينة لي ولأهالي وارينغتون، وقد جاء الوقت لكي نودع كالوم بشكل لائق."
وأضافت المحققة هانا فريند، رئيسة فريق مراجعة الجرائم الكبرى في تشيشاير، أن القضية أظهرت أهمية الدعم النفسي الشامل بعد الولادة، مشيرة إلى أن هذه "القضية المأساوية" تؤكد ضرورة توافر الدعم للأمهات في مراحل ما بعد الولادة.
وبعد سنوات من الألغاز، بات من الممكن أخيرًا إغلاق هذه القضية المأساوية، وتمكن المجتمع من الحداد على وفاة الطفل كالوم بعد معرفة الحقيقة.