بريطانيا تتحدى ترامب: خطوة انتقامية تلوح في الأفق ضد الرسوم الأمريكية!

عرب لندن

أعلنت الحكومة البريطانية اتخاذ خطوة رسمية لمواجهة الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الواردات البريطانية، مؤكدة أنها تُبقي جميع الخيارات مطروحة، بما في ذلك اتخاذ إجراءات انتقامية.

وأكد وزير الأعمال البريطاني، جوناثان رينولدز، أمام مجلس العموم أن المملكة المتحدة أطلقت عملية رسمية للرد على الرسوم الأمريكية، مشيرًا إلى أن الحكومة تسعى في الوقت ذاته إلى التوصل لاتفاق تجاري مع الولايات المتحدة.

وأفادت صحيفة "الغارديان" Guardian بأن وزارة التجارة البريطانية نشرت قائمة من 417 صفحة تضم منتجات أمريكية قد تخضع لرسوم جمركية. وتشمل القائمة اللحوم، الأسماك، منتجات الألبان، المشروبات الكحولية، الملابس، الدراجات النارية، والآلات الموسيقية. وفي حال تطبيق هذه الرسوم، قد تتأثر علامات تجارية بارزة مثل ويسكي جاك دانيلز ودراجات هارلي ديفيدسون.

وتعد هذه هي المرة الأولى التي تهدد فيها حكومة المملكة المتحدة بشكل صريح باتخاذ إجراءات انتقامية ضد الولايات المتحدة، وذلك ردًا على إعلان ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على جميع الواردات البريطانية، و25% على السيارات.

وأكد رينولدز أن الحكومة تضع أولوية للتوصل إلى اتفاق اقتصادي مع واشنطن، لكنه شدد على أن بريطانيا تحتفظ بحقها في اتخاذ ما تراه ضروريًا من إجراءات لحماية مصالحها.

كما وأعلنت الحكومة عن فتح باب المشاورات مع الشركات البريطانية لمدة أربعة أسابيع، حتى الأول من مايو/أيار، لمناقشة التداعيات المحتملة للإجراءات الانتقامية.

وقال رينولدز: "من الضروري أن نستمع إلى وجهات نظر الشركات حول تأثير أي إجراءات بريطانية محتملة. هذه خطوة رسمية تتيح لنا إبقاء جميع الخيارات مفتوحة".

وأكد أن هذا الإجراء سيتم سحبه في حال التوصل إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن الأولوية تظل لإيجاد حل دبلوماسي يحمي المصالح الاقتصادية البريطانية.

وأعرب الوزراء عن تفاؤلهم بشأن إمكانية التوصل إلى صفقة اقتصادية مع واشنطن، حيث أكدت رئاسة الوزراء أن المفاوضات وصلت إلى "مرحلة متقدمة".

وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء: "هدفنا هو التفاوض على اتفاق اقتصادي يحمي مصالح المملكة المتحدة، لكننا لا نستبعد أي خيارات".

وكان الرئيس الأمريكي قد أعلن مساء الأربعاء فرض ضرائب استيراد شاملة على العديد من الدول، في خطوة وصفها خبراء الاقتصاد بأنها قد تُعيد تشكيل المشهد التجاري العالمي.

وفي هذا السياق، التقى رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، بمسؤولي قطاع الأعمال في داونينج ستريت، حيث أكد أن الحكومة ستتعامل مع المسألة "بحكمة وهدوء".

وأشار ستارمر إلى أن المملكة المتحدة تواجه تحديًا، لكنه شدد على أنها "في وضع أفضل من العديد من الدول الأخرى".

وأثارت الخطوة البريطانية غضب الإدارة الأمريكية، حيث حذر وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، من أي رد انتقامي قائلاً: "ما داموا لا يردون، فهذا هو الحد الأقصى".

وعند سؤاله عن هذه التصريحات، أكد رينولدز أن الحكومة البريطانية تسعى لحماية مصالحها التجارية مع الولايات المتحدة دون تصعيد غير ضروري.

وأضاف لقناة "سكاي نيوز" Sky News: "تلقينا رسالة واضحة من الشركات تدعونا للبقاء على طاولة المفاوضات وتجنب ردود الفعل المتسرعة".

وأعرب رينولدز عن ثقته بإمكانية التوصل إلى اتفاق مع واشنطن، لكنه كشف في الوقت ذاته أن فريق ترامب أثار اعتراضات تتعلق بمعايير سلامة الغذاء في المملكة المتحدة، بما في ذلك حظر استيراد الدجاج المغسول بالكلور ولحوم البقر المعالجة بالهرمونات.

وقال لبرنامج "بي بي سي بريكفاست": "لدينا معايير غذائية صارمة، وهم لديهم بعض الاعتراضات عليها، لكننا سنواصل الدفاع عن معاييرنا وحماية مصالح المستهلكين البريطانيين".

هذا وتستمر بريطانيا في الرهان على الحل الدبلوماسي لتجنب التصعيد التجاري، إذ تسعى لإبرام صفقة اقتصادية تقلل من تداعيات الرسوم الجمركية الأمريكية، فيما تظل جميع الخيارات متاحة أمام الحكومة للدفاع عن مصالحها الاقتصادية.