عرب لندن
تجمع مئات المتظاهرين أمام معرض تيسلا في لندن يوم السبت في إطار اليوم العالمي لمناهضة إيلون ماسك، وذلك ضمن حملة "إسقاط تيسلا" التي انطلقت في الولايات المتحدة. وقام المشاركون في الاحتجاج بالتعبير عن غضبهم من قرارات الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا، التي أثارت جدلاً واسعاً في الآونة الأخيرة، مع التركيز على السياسات المثيرة للجدل التي اتخذها ماسك في الولايات المتحدة.
وذكر موقع "الغارديان" Guardian، أن هذا الاحتجاج لم يكن مجرد استعراض شعارات على الطرق السريعة كما شهدت لندن سابقًا. ففي هذه المرة، كان الهدف الرئيسي هو إيلون ماسك نفسه، حيث عبر المتظاهرون عن استيائهم بشكل صريح، في وقت يتزايد فيه تأثير هذه الحملة في مختلف أنحاء العالم.
وقالت لويز كوبيت ويتن، التي تقيم في جنوب لندن ولها عائلة في الولايات المتحدة، متحدثة عن دوافعها للمشاركة في الاحتجاج: "من الصعب للغاية ألا نفعل شيئًا، وهناك شعور حقيقي بالارتياح في التكاتف مع آخرين للمطالبة بتغيير. ليس لدينا استراتيجية واضحة سوى الوقوف على جانب الطريق، مع حمل لافتات، وصراخ من أجل لفت الانتباه إلى ما يحدث."
الاحتجاج كان جزءًا من سلسلة من المظاهرات العالمية المقررة تحت مظلة حركة "إسقاط تيسلا"، التي نظمت احتجاجات أمام أكثر من 200 موقع لشركة تيسلا حول العالم، بما في ذلك 50 موقعًا في ولاية كاليفورنيا. ورغم الأصداء الواسعة التي أثارتها هذه الاحتجاجات، لم يصدر أي تعليق رسمي من إيلون ماسك حتى الآن بشأن هذه المظاهرات.
ومن جانبه، أشار نايجل وارنر، الناشط في مجال حقوق المثليين، والذي حصل على وسام الإمبراطورية البريطانية، إلى أنه حاول توزيع ملصقات على سائقي تيسلا أثناء دخولهم أو مغادرتهم المعرض في بارك رويال. وأضاف وارنر، الذي يراه بعض المتظاهرين رمزًا للضغط على ماسك: "نحن عاجزون تمامًا في أوروبا، لكن ما يمكننا فعله هو محاولة التأثير على مبيعات تسلا وأسعار أسهمها. قد يكون ذلك هو السبيل الوحيد للتأثير على الوضع."
ومن جهة أخرى، أبدى جيم غرين، مخرج الأفلام الوثائقية البالغ من العمر 56 عامًا، خيبة أمله في التحول الكبير الذي شهده ماسك. فقد تحدث غرين عن علاقته السابقة مع ماسك، حيث عمل معه في فيلم قبل نحو عقد من الزمان، مشيرًا إلى أن ماسك كان في الماضي شخصًا مختلفًا، يتمتع بشخصية جذابة ومقنعة، وكان يروج لفكرة أهمية البطاريات بشكل استثنائي. وقال غرين: "لقد كان شخصية مؤثرة جدًا، لكنه أصبح الآن شخصًا مختلفًا تمامًا."
وفي تصريح آخر، عبّرت آن كاجافا، المتقاعدة من ولاية مينيسوتا والمقيمة حاليًا في كامبريدجشير، عن قلقها العميق بشأن السياسات الأمريكية تجاه أوروبا وأوكرانيا، خاصة في ظل التصريحات السياسية المثيرة للجدل من بعض الشخصيات الأمريكية، وأشارت إلى مخاوفها بشأن التصعيد العسكري في حال اندلاع حرب عالمية ثالثة.
الاحتجاجات التي شهدتها لندن تأتي في وقت متناقض، حيث شهدت مبيعات تسلا في المملكة المتحدة نموًا ملحوظًا، في حين تراجعت مبيعاتها في العديد من أسواق أوروبا. ورغم هذا الارتفاع في المبيعات في المملكة المتحدة، وفقًا للبيانات الصادرة عن جمعية مصنعي وتجار السيارات، إلا أن حملات الاحتجاج تشير إلى أن تأثير ماسك على الرأي العام يظل في تزايد، مع ازدياد المعارضة له في مختلف أنحاء العالم.