داونينغ ستريت يوبخ ديفيد لامي لوصفه نهج إسرائيل في غزة انتهاكا للقانون الدولي
عرب لندن
رفضت الحكومة البريطانية تصريحات وزير الخارجية ديفيد لامي التي أكد فيها أن إسرائيل انتهكت القانون الدولي عبر منع وصول المساعدات إلى غزة، في توبيخ علني نادر من مقر رئاسة الوزراء لوزير الخارجية.
وقال متحدث باسم رئيس الوزراء، صباح الثلاثاء، إن إسرائيل “معرضة لخطر” انتهاك القانون الإنساني الدولي، وذلك بعد يوم من تصريح لامي أمام مجلس العموم بأن إسرائيل خرقت القانون الدولي بشكل قاطع، وفقا "للغارديان".
وجاءت هذه التصريحات بعد ساعات من شن إسرائيل موجة من الغارات الجوية على غزة، وقد عكست تراجعًا عن موقف الحكومة بعدما بدا أن لامي غيّر سياسة بريطانيا بشأن أحد أكثر الملفات حساسية في السياسة الخارجية.
وأكد المتحدث باسم كير ستارمر "موقفنا لم يتغير"، إذ نرى أن تصرفات إسرائيل في غزة معرضة بوضوح لخطر انتهاك القانون الإنساني الدولي، ونواصل مطالبة الحكومة الإسرائيلية بالامتثال لالتزاماتها الدولية”.
وأضاف المتحدث: "الحكومة ليست محكمة دولية، وبالتالي فإن البتّ في هذه المسائل متروك للمحاكم".
وعند سؤاله عمّا إذا كان وزير الخارجية قد تجاوز الموقف الرسمي للحكومة، أجاب:"أُحيلكم إلى وزارة الخارجية بشأن ذلك، لكن لا يوجد تغيير في السياسة من طرفنا".
كما رفض المتحدث باسم ستارمر التعليق على ما إذا كان ينبغي على لامي الاعتذار،إذ قال: "سأترك ذلك لوزارة الخارجية".
وجاء هذا التوبيخ العلني بعد أقل من 24 ساعة من تصريح لامي أمام مجلس العموم بأن تصرفات إسرائيل تمثل انتهاكًا للقانون الدولي، وهو أمر قد يؤثر على استمرار بيع بريطانيا للأسلحة إلى حكومة بنيامين نتنياهو.
وفي مقابلة لاحقة مع "بلومبرغ،" أقر وزير الخارجية بأنه "كان بإمكانه أن يكون أكثر وضوحًا" عند حديثه أمام البرلمان.
وفي السياق المذكور، أوقف نتنياهو دخول الطعام والوقود والأدوية إلى غزة كوسيلة للضغط على حركة حماس خلال محادثات السلام، وفقًا لمصادر رسمية.
وأفاد أطباء في غزة بأن المستشفيات تعاني من نقص حاد في الموارد الطبية لعلاج الجرحى إثر الغارات الإسرائيلية ليلة الاثنين.
ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، فقد قُتل أكثر من 400 شخص جراء الضربات الجوية التي أنهت هدنة استمرت شهرين واستهدفت عدة مناطق في القطاع.
وتحدث لامي أمام البرلمان، يوم الاثنين، عن الحصار المفروض على المساعدات قائلاً: "هذا انتهاك للقانون الدولي. من حق إسرائيل الدفاع عن أمنها، لكننا نرى أن غياب المساعدات – حيث لم تدخل أي إمدادات إلى غزة منذ 15 يومًا – أمر غير مقبول ومثير للقلق البالغ".
وأضاف: "نحث إسرائيل على إعادة دخول الشاحنات إلى ما كان عليه سابقًا، أي أكثر من 600 شاحنة يوميًا، لضمان حصول الفلسطينيين على الدعم الإنساني الضروري في هذا الوقت الحرج".
ويواجه نتنياهو خطر الاعتقال إذا زار بريطانيا، حيث سبق أن صرّح لامي بأن الحكومة البريطانية ستنفذ مذكرة التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية في نوفمبر الماضي.
ورغم هذا الأمر، لا تزال الحكومة البريطانية تواصل بيع الأسلحة لإسرائيل، بما في ذلك أجزاء محركات لطائرات F-35.
وأدى دعم كير ستارمر لإسرائيل إلى استياء عدد من نواب حزب العمال، خاصة بعد مقابلة أجراها في عام 2023، أشار فيها إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لديه الحق في قطع الكهرباء والمياه عن غزة، وهو تصريح أثار جدلًا واسعًا داخل الحزب.