محامو ضحايا حادث غرق بحر المانش: كان يمكن إنقاذ العديد منهم
عرب لندن
قال محامو عائلات الضحايا الذين غرقوا في أسوأ حادث شهده بحر المانش، بعد أن كانوا على متن قارب يقل مهاجرين عام، إنه كان من الممكن إنقاذ العديد منهم لو أن خدمات الإنقاذ استمرت في البحث عنهم لفترة أطول.
وجاءت هذه التصريحات بعد أن استمعت لجنة التحقيق المستقلة "كرانستون" -التي تحقق في ظروف الغرق الجماعي- إلى شهادات من خبراء حول احتمالات البقاء على قيد الحياة في المياه، بحسب "الغارديان".
وأوضح البروفيسور مايكل تِبْتون للجنة التحقيق أن العديد من الأشخاص كان بإمكانهم البقاء على قيد الحياة لساعات عدة بعد انقلاب القارب، وشرح الفترة الزمنية التي كان بإمكان بعض الركاب البقاء فيها على قيد الحياة بعد سقوطهم في الماء.
وكان يُعتقد أن القارب الذي انقلب كان يحمل 33 شخصاً، بينهم 13 امرأة وثمانية أطفال، وذلك في 24 نوفمبر 2021. ومن بين الـ27 شخصاً الذين تم التأكد من وفاتهم، لا يزال أربعة في عداد المفقودين، بينما نجا شخصان.
وأشار تِبْتون إلى احتمالية أن 15 شخصاً من الركاب كانوا ما يزالون على قيد الحياة بعد أكثر من أربع ساعات من انقلاب القارب. وفي ذلك اليوم، كان شروق الشمس في الساعة 7:26 صباحاً، بينما بدأت المكالمات الطارئة من القارب الغارق في الساعة 1:00 صباحاً، وكانت آخر مكالمة طارئة في الساعة 3:11 صباحاً.
وتقدّر التقارير أن الركاب سقطوا في الماء في الساعة 3:12 أو 3:13 صباحاً.
وقال تِبْتون إنه يعتقد أنه في الساعة 3:24 صباحاً كان غالبية الأشخاص على القارب ما يزالون على قيد الحياة، وأنه ربما بحلول الفجر كان ما بين ثمانية إلى 15 شخصاً ما يزالون أحياء.
ووفقاً لسجل خفر السواحل الذي عرض على التحقيق، تم اتخاذ قرار بوقف قارب "فالينت" التابع لقوة الحدود قبل الساعة 6 صباحاً، وعاد إلى الشاطئ في الساعة 7:03 صباحاً بعد أن أنقذ 98 راكباً من قوارب أخرى، ولكن لم يتم إنقاذ الركاب من القارب الذي وقع فيه الحادث الجماعي.
وفي البداية، كان هناك ارتباك حول ما إذا تم إنقاذ الركاب من القارب الغارق أم لا، حيث تم الخلط بينه وبين قارب آخر في حادث منفصل.
وكان عيسى محمد عمر -أحد الناجين- قد أدلى بشهادته في التحقيق سابقاً.
وقال: "أنا صوت أولئك الذين توفوا"، ووصف مشاهد اليأس على متن القارب حيث كان الركاب يجرون مكالمات محمومة طلباً للمساعدة حتى اللحظة التي انقلب فيها القارب.
وأضاف: "كان الجو باردًا جدًا. كان الناس يصرخون عندما سقطنا في البحر. كنا جميعًا نعتقد أننا سنموت".
وقالت ماريا توماس من مكتب "دانكن لويس" للمحاماة، التي تمثل 21 عائلة مفجوعة وناجياً واحداً، إنه "على الرغم من احتمالية أن البعض قد توفوا نتيجة 'صدمة الماء البارد' فور دخولهم الماء، فإن العديد من الأشخاص على متن القارب المعروف بحادث 'تشارلي' كانوا على الأرجح ما يزالون على قيد الحياة لساعات عديدة بعد انقلاب القارب".
وأضافت: "لذلك، من الممكن تماماً، بل من المرجح، أنه لو تم نشر المزيد من المعدات لاستمرار البحث عن قارب 'تشارلي' بعد أن عاد قارب 'فالينت' إلى الميناء في الساعة 7:03 صباحاً لإنزال الـ98 شخصاً الذين تم إنقاذهم، ربما كان العديد من الضحايا من تلك الليلة ما يزالون على قيد الحياة اليوم".
من جهته، قال متحدث باسم وزارة الداخلية: "أفكارنا مع جميع من تأثروا بهذا الحادث المأساوي، بما في ذلك أحباؤهم وعائلاتهم الذين فقدوا أرواحهم. نحن ملتزمون بدعم التحقيق وسنأخذ بعين الاعتبار أي توصيات قد تُقدّم. ومن غير المناسب التعليق أكثر".