مدرسة في ويلز تمنح درجات لتلاميذ رسموا مسارات للهجرة غير الشرعية من سوريا إلى بريطانيا
عرب لندن
أثار تمرين دراسي في مدرسة "سانت جون لويد" St John Lloyd في لانيلي، ويلز، جدلاً واسعاً بعد أن منح التلاميذ درجات على ابتكار مسارات للهجرة غير الشرعية من سوريا إلى المملكة المتحدة، مع تجنب عبور الحدود البرية والبحرية. وتم تنفيذ هذا التمرين في إطار نشاط تعليمي على منصة "جوجل كلاس روم"، مما جعل المواد التعليمية تتسرب إلى الإعلام، ما دفع مجلس كارمارثينشاير، المشرف على المدرسة، إلى فتح تحقيق حول ملابسات التمرين.
وفي هذا النشاط، منح الطلاب درجات برونزية وفضية وذهبية بناءً على قدرتهم على "تخطيط مسار للهجرة من سوريا إلى المملكة المتحدة" مع تجنب العبور عبر الحدود الخاضعة للرقابة. الدرجة الذهبية كانت تُمنح لأولئك الذين نجحوا في رسم المسار مع تجنب جميع الحدود البرية والبحرية، بينما كانت الدرجة البرونزية تُمنح للطلاب الذين تجنبوا بعض الحدود الخاضعة للرقابة.
وتم حذف هذه المواد من مكتبة الموارد المدرسية بعد انتشار الخبر، في حين أكد المجلس أنه سيجري تحقيقًا لمعرفة تفاصيل التمرين. وكان جيمس إيسيس، معالج نفسي، هو من كشف عن هذه المواد في الإعلام، حيث انتقد النشاط وقال لصحيفة "التلغراف"Telegraph: "يبدو أن هذا التمرين يتجاوز حدود التعليم الأكاديمي ويُروج لأجندة سياسية من خلال تشجيع الطلاب على التفكير في كيفية تسهيل الهجرة غير الشرعية إلى المملكة المتحدة".
وأثار هذا التمرين موجة من الانتقادات في المملكة المتحدة، حيث أعرب العديد من الآباء عن قلقهم من إدخال قضايا الهجرة بهذا الشكل في المناهج الدراسية. هذا الحادث يأتي في وقت حساس تشهد فيه المملكة المتحدة قلقًا متزايدًا حول الهجرة غير الشرعية، مما أثار تساؤلات حول ملاءمة هذا النوع من الأنشطة في المدارس.
وفي وقت سابق، تم تسليط الضوء على قضايا مشابهة، حيث كشفت صحيفة "التلغراف" العام الماضي عن كتاب للأطفال صادر عن دار نشر أوزبورن، يعزز فكرة أن اللاجئين "يُثرون" البلدان التي يهاجرون إليها. هذا الكتاب تضمن أنشطة صفية وجهت الأطفال للتواصل مع نوابهم المحليين حول موضوع "إثراء" اللاجئين، ما أثار بدوره انتقادات مشابهة.
تزامنًا مع هذه الحوادث، تستعد حكومة ويلز لإطلاق مبادرة تهدف إلى بناء مجتمع "مناهض للعنصرية" بحلول عام 2030، في إطار خطط لتطوير المناهج التعليمية، بما في ذلك تلك التي تُدرس في المتاحف والمعالم السياحية، والتي تعزز "السرد التاريخي الصحيح" من منظور الأقليات.