عرب لندن
أعلنت شركة تويوتا اليابانية، أكبر مُصنّع للسيارات عالميًا من حيث المبيعات، عن خططها لإنتاج سيارات كهربائية تعمل بالبطاريات في المملكة المتحدة، في خطوة تهدف إلى الحفاظ على مصانعها الأوروبية الثمانية رغم التحديات التي تواجه التحول نحو المركبات الكهربائية بالكامل.
ووفقاً لموقع صحيفة “الغارديان” Guardian، كشفت تويوتا عن طرازين كهربائيين جديدين، مع وعد بإطلاق ثلاثة طرازات إضافية بحلول عام 2026، بالإضافة إلى توسيع نطاق سياراتها الكهربائية الفاخرة تحت علامة لكزس.
ورغم ريادتها في إنتاج السيارات الهجينة، التي تمزج بين محركات البنزين أو الديزل وبطاريات صغيرة، تبنّت تويوتا نهجًا أكثر تحفظًا في الانتقال إلى السيارات الكهربائية مقارنةً بمنافسيها. إلا أن هذا الحذر أثمر ماليًا، لا سيما مع تباطؤ نمو مبيعات السيارات الكهربائية في الأسواق الأوروبية، ما دفع الشركة إلى رفع توقعاتها للأرباح بعد بيعها 10.8 مليون سيارة في عام 2024.
وأكد مات هاريسون، الرئيس التنفيذي لتويوتا موتور أوروبا، أن الشركة تعتزم الاحتفاظ بمصانعها الأوروبية الثمانية، مشيرًا إلى أن الانتقال إلى السيارات الكهربائية سيتم تدريجيًا خلال العقد المقبل. كما أوضح أن مصنع بورناستون في ديربيشاير، المملكة المتحدة، الذي يُنتج سيارة كورولا هاتشباك، قد يكون جزءًا من هذه الخطة على المدى البعيد.
وجاءت تصريحات هاريسون وسط ضغوط تنظيمية متزايدة على شركات السيارات، حيث تواجه الحكومات مطالبات بزيادة إنتاج السيارات عديمة الانبعاثات. وفي المملكة المتحدة، يتعرض قانون المركبات الكهربائية (ZEV) لانتقادات، إذ يلزم شركات السيارات بزيادة نسب مبيعات السيارات الكهربائية سنويًا. ورغم ذلك، أبدت الحكومة استعدادها لتخفيف القيود استجابةً لطلبات القطاع.
وأشار هاريسون إلى أن التوترات التجارية العالمية، لا سيما في ظل السياسات الحمائية المتزايدة، قد تدفع تويوتا إلى تعزيز سلاسل التوريد المحلية لتجنب التعريفات الجمركية. وأوضح أن الاستراتيجية الأوروبية للشركة تقوم على عدم تقليص حجم مصانعها أو دمجها، بل الحفاظ على استقرار الإنتاج وتوجيه الاستثمارات وفقًا للطلب الفعلي على السيارات الكهربائية.
يُذكر أن تويوتا كانت من أكثر الشركات المتأثرة بقرار المملكة المتحدة حظر بيع السيارات الجديدة العاملة بالبنزين والديزل بين عامي 2030 و2035. إلا أن الحكومة قررت السماح باستمرار إنتاج السيارات الهجينة، مثل طراز بريوس، وهو ما اعتبرته تويوتا خطوة ضرورية لضمان انتقال سلس إلى المركبات الكهربائية.
ورغم التوسع في السيارات الكهربائية، شدد هاريسون على أن الشركة لن تتسرع في التحول الكامل إلى هذه التقنية، معتبرًا أن زيادة الطلب العالمي على السيارات الكهربائية لا تزال غير مؤكدة خلال العقد المقبل. وأضاف:
"يجب أن نختار لحظة التحول بحذر. فدون كتلة حرجة من الإنتاج، لن نتمكن من بناء سلسلة توريد تنافسية."
ولا تزال تويوتا تحت قيادة أكيو تويودا، حفيد مؤسس الشركة، تدافع عن التنوع في تقنيات الدفع، حيث تستمر في تطوير السيارات الكهربائية، والهجينة، والهجينة القابلة للشحن، إضافةً إلى خلايا وقود الهيدروجين، وتقنيات احتراق الهيدروجين، والبنزين المحايد للكربون.
ومع اقتراب عام 2035، تواصل تويوتا استراتيجيتها المتوازنة، حيث تجمع بين الاستثمار في السيارات الكهربائية ومواصلة تطوير التقنيات الهجينة، في محاولة للحفاظ على مكانتها في الأسواق العالمية دون المجازفة بتغيير جذري غير محسوب.