عرب لندن
أعلنت حكومة العمال طرد دبلوماسي روسي وسحب اعتماد زوجته، ردًا على إجراء مماثل اتخذته موسكو في وقت سابق هذا الأسبوع. واتهمت بريطانيا روسيا بالسعي لدفع سفارتها في موسكو نحو الإغلاق، دون مراعاة العواقب المترتبة على هذا التصعيد.
ووفقاً لما نقلته صحيفة الغارديان "The Guardian" قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية: “خلال العام الماضي، كثفت روسيا حملتها المنسقة لمضايقة الدبلوماسيين البريطانيين عبر نشر اتهامات باطلة لا أساس لها. ويمثل طرد دبلوماسي بريطاني وزوجته هذا الأسبوع تصعيدًا آخر، والادعاءات الموجهة إليهما مختلقة تمامًا لتبرير هذه المضايقات.”
وأضافت أن بريطانيا استدعت السفير الروسي في لندن، أندريه كيلين، وأبلغته بوضوح أنها لن تقبل بأي محاولات لترهيب دبلوماسييها أو موظفي سفارتها وعائلاتهم. كما أكدت أن موسكو تتعمد تصعيد التوترات بهدف دفع السفارة البريطانية إلى الإغلاق.
وجاءت هذه الخطوة وسط استمرار الدعم العسكري البريطاني لأوكرانيا، بالإضافة إلى تصريحات رئيس الوزراء كير ستارمر حول إمكانية نشر قوات بريطانية في أوكرانيا ضمن بعثة لحفظ السلام، وهو ما أثار استياء موسكو، وفقًا لوكالة "رويترز".
وفي تصريح شديد اللهجة، قال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، خلال زيارته لكندا لحضور اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع: “لن نقبل بحملة الترهيب المستمرة وغير المقبولة التي يشنها الكرملين، ولا بمحاولاته المتكررة لتهديد أمن بريطانيا.”
وأكدت وزارة الخارجية البريطانية التزامها بالحفاظ على قنوات الاتصال الدبلوماسية، لكنها شددت على أن هذه القضية ستُعتبر منتهية ما لم تتخذ روسيا مزيدًا من الخطوات التصعيدية.
في المقابل، بررت موسكو طرد الدبلوماسي البريطاني وزوجته بزعم تورطهما في "أنشطة تجسسية وتخريبية". وقال جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB) إن الشخصين المطرودين هما السكرتير الثاني للسفارة وزوجة دبلوماسي آخر، وزعمت الاستخبارات الروسية أنها رصدت "مؤشرات على أنشطتهما الاستخباراتية".
كما ادعت أجهزة الأمن الروسية أن بريطانيا ترى في تحسن العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا تهديدًا لمصالحها، وتعتبر السيطرة على أوكرانيا جزءًا أساسيًا من استراتيجيتها لاحتواء موسكو.