عرب لندن

يثير مشروع محطة كامبريدج ساوث الجديدة جدلًا واسعًا بين السكان قبل افتتاحها المتوقع في أوائل عام 2026، بعد تأجيل موعد الافتتاح الأصلي المحدد لنهاية عام 2025. 

ورغم أن المشروع صُمم ليكون محطة نقل مستدامة بامتياز، إلا أن غياب مواقف السيارات أثار قلق السكان الذين يخشون من أن يتحول الأمر إلى فوضى مرورية في الشوارع المجاورة، بحسب "التلغراف". 

وتتميز المحطة التي تم تشييدها في "Francis Crick Avenue" داخل الحرم الطبي لجامعة كامبريدج، بلمسات بيئية حديثة، مثل الألواح الشمسية والزهور البرية على السطح، وتهدف إلى تشجيع التنقل النظيف من خلال توفير 1,000 موقف للدراجات الهوائية، ولكن دون أي مواقف للسيارات. وهو ما دفع البعض إلى مقارنتها بمحطة كامبريدج الرئيسية، التي تضم 400 موقف للمركبات، مما عزز المخاوف من ازدحام مروري غير مسبوق.

وبرر يان كروس، المهندس المصمم للمحطة، هذا النهج، مشيرًا إلى أن المحطة ستندمج مع الحزام الأخضر المحيط بها، إذ تقع بجوار محمية "Hobson’s Park" الطبيعية، وهي منطقة غنية بالمروج والبرك الصغيرة وتعد موطنًا للعديد من الطيور النادرة.

من جانبه، قال أولاف هاوك، عضو مجلس مدينة كامبريدج عن الحزب الليبرالي الديمقراطي: “المحطة استحوذت على جزء من "Hobson’s Park"، لكن تصميمها يحاول أن يكون صديقًا للبيئة قدر الإمكان. ومع ذلك، فإن الميزة الأكبر لهذا المشروع هي أنه سيساهم في تقليل عدد السيارات على الطرق.”

ويهدف المشروع إلى خدمة الحرم الطبي لجامعة كامبريدج وأحياء ترامبينغتون المجاورة، ومن المتوقع أن يكون نقطة وصل مهمة مع وجهات مثل مطار ستانستيد، لندن، خط يوروستار، وبرمنغهام.

ورغم عدم وجود موقف سيارات، إلا أن هناك مساحة مخصصة لإيقاف سيارات الأجرة وإنزال الركاب ومواقف لذوي الاحتياجات الخاصة، وفقًا لما أكده ستيفن ديفيل، مدير الاتصالات في شركة "Network Rail Anglia"، الذي قال: “أردنا أن تكون محطة كامبريدج ساوث خيارًا مستدامًا للنقل العام.”

وفي خطوة تعكس توجه كامبريدج نحو التصميم الفني المعاصر، تم الإعلان في ديسمبر 2024 عن اختيار الفنان مارك تيتشنر، المرشح السابق لجائزة "Turner Prize"، لتنفيذ عمل فني بعنوان "Together We" داخل المحطة، مستوحى من أبحاث الطبيب الشهير ويليام هارفي، أحد خريجي جامعة كامبريدج.

ويأتي هذا المشروع ضمن موجة من الاستثمارات الخضراء في المدينة، حيث حصلت كامبريدج على 6.5 مليون جنيه إسترليني من هيئة "Active Travel England" لتحسين البنية التحتية للمشي وركوب الدراجات في كامبريدجشير وبيتربورو.

ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تثير فيها مشروعات النقل المستدام جدلًا في كامبريدج. ففي عام 2024، أُجبر مسؤولو المدينة على إنتاج دليل مصور بالفيديو لشرح كيفية استخدام تقاطع دراجات جديد، أُطلق عليه اسم “Cyclops junction”، بعد أن اعتبره البعض مربكًا للغاية.

السابق مارك كارني رئيس وزراء كندا الجديد يتوعد دونالد ترامب: “كندا ستنتصر”
التالي الكشف عن فضيحة تلاحق رئيس مجلس العموم تتعلق بنفقاته