عرب لندن

يواجه رئيس مجلس العموم البريطاني، السير ليندسي هويل، ضغوطًا متزايدة بشأن نفقاته الباهظة المخصصة للسفر، وذلك بعدما أقر بوجود أخطاء في السجلات الرسمية للبرلمان حول تفاصيل إنفاق الأموال العامة.

وطالب منتقدو هويل بفتح تحقيق موسع للتأكد من دقة البيانات الأخرى، وذلك بعد أن وعد بتصحيح المعلومات المتعلقة برحلته إلى جبل طارق، والتي أثارت تساؤلات حول تمويل سفر زوجته، الليدي كاثرين هويل، إلى جانبه.

ووفقًا للسجلات البرلمانية، ادعى السير ليندسي أن الرحلة كلفت دافعي الضرائب أكثر من 4,100 جنيه إسترليني، شملت 2,000 جنيه لرحلات جوية على درجة رجال الأعمال و1,320 جنيهًا للإقامة وأكثر من 700 جنيه للطعام والشراب. 

لكنه ذكر أن المبلغ غطى نفقات سفره وثلاثة من موظفيه، مما أثار تساؤلات حول كيفية تمويل سفر زوجته.

وعندما استفسرت صحيفة "ديلي ميل" عن الأمر، أوضح مكتبه أن جامعة جبل طارق – التي يشغل فيها هويل منصب المستشار – تكفلت بنفقات سفره وزوجته، بالإضافة إلى موظف ثالث. 

وهذا يعني أن دافعي الضرائب مولوا نفقات ثلاثة موظفين آخرين، ليصبح العدد الإجمالي للمشاركين في الرحلة ستة أشخاص، وليس أربعة كما كان يُعتقد سابقًا.

وتعد هذه الرحلة جزءًا من سلسلة رحلات فاخرة قام بها هويل على حساب دافعي الضرائب، حيث كشفت الصحيفة أنه أنفق ما يقارب 16 ألف جنيه إسترليني على أربع زيارات إلى جبل طارق، رغم أن منصبه في الجامعة لا علاقة له بمهامه كرئيس لمجلس العموم.

كما سافرت زوجته برفقته إلى لوس أنجلوس في فبراير 2023، حيث ألقى خطابًا واحدًا فقط أمام طلاب السياسة في جامعة جنوب كاليفورنيا، فيما بلغت تكلفة الرحلة أكثر من 3 آلاف جنيه لخدمات استئجار ليموزين فاخرة و300 جنيه لتطبيقات النقل مثل" Lyft"، وأكثر من 3 آلاف جنيه للإقامة.

وفي سبتمبر 2023، رافقته الليدي كاثرين إلى فيرونا بإيطاليا لحضور مؤتمر رؤساء برلمانات دول مجموعة السبع، بتكلفة 14,585 جنيهًا على حساب دافعي الضرائب. 

وفي كلتا الحالتين، أكد مكتب هويل أن زوجته تحملت نفقات سفرها بنفسها، لكن المنتقدين تساءلوا عن مدى ضرورة وجودها في مثل هذه الرحلات، وإمكانية فصل تكاليفها عن الأموال العامة بشكل كامل.

ووسط تصاعد الغضب، دعا جون أوكونيل، الرئيس التنفيذي لتحالف دافعي الضرائب، إلى فتح تحقيق عاجل، قائلًا: “الفضائح الأخيرة حول نفقات رئيس مجلس العموم تثير تساؤلات جدية حول طريقة إنفاق الأموال العامة. إن إصرار المتحدثين باسمه على أن هذه الرحلات تأتي ضمن عمله الدبلوماسي لم يعد مقنعًا، خصوصًا مع هذه المصاريف الباهظة.”

من جهته، شدد توم بريك، مدير حملة “Unlock Democracy” والنائب السابق في مجلس العموم، على ضرورة مراقبة النفقات عن كثب، قائلًا: "نظرًا لما تسببت به فضائح النفقات من ضرر لمجلس العموم في الماضي، وفي ظل الوضع المالي الصعب للبلاد، يجب أن يتحلى النواب والوزراء، وعلى رأسهم رئيس المجلس، باليقظة القصوى لضمان أن تكون نفقات السفر والإقامة فعالة ومناسبة."

وكانت الصحيفة قد كشفت الأسبوع الماضي أن هويل أنفق أكثر من 250 ألف جنيه إسترليني على 19 رحلة خارجية منذ أكتوبر 2022، تضمنت أكثر من 180 الف جنيه على تذاكر الدرجة الأولى ودرجة رجال الأعمال، بالإضافة إلى عشرات الآلاف على خدمات الليموزين والإقامة في فنادق فاخرة.

وفيما يتعلق بالخطأ في السجلات البرلمانية، قال المتحدث باسم رئيس مجلس العموم: “كان مجرد خطأ إداري بسيط سيتم تصحيحه غدًا لتوضيح ما دفعته الجامعة. لقد تم تخصيص مبلغ 4 آلاف جنيه لتغطية نفقات ثلاثة موظفين، ونحن نحرص دائمًا على الدقة، لكن الأخطاء قد تحدث أحيانًا.”

السابق محطة قطارات مستدامة في كامبريدج تثير جدلًا بسبب غياب مواقف السيارات
التالي بريطانيا تحث إسرائيل على إعادة الكهرباء إلى غزة وتحذر من انتهاك القانون الدولي