عرب لندن 

أظهرت دراسة حديثة أن عدد الوصفات الطبية لأدوية اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه "ADHD" في إنجلترا ارتفع بنسبة 18% سنويًا منذ جائحة كورونا، مع تسجيل لندن أعلى معدل زيادة بنسبة 28% سنويًا.

وحسب ما ذكرته صحيفة الغارديان "The Guardian" يرجع الخبراء هذا الارتفاع إلى زيادة الوعي بالاضطراب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مثل إنستغرام وتيك توك، حيث دفع ذلك المزيد من الأشخاص إلى طلب التقييم والعلاج. ومع ذلك، يحذر المختصون من خطورة الاعتماد على المعلومات غير الدقيقة المنتشرة عبر هذه المنصات.

تضاعف وصفات الأدوية خلال أربع سنوات

ووفقًا لدراسة أجرتها جامعتا هدرسفيلد وأستون، ونشرت في مجلة BMJ Mental Health، ارتفع عدد وصفات أدوية ADHD من 25 وصفة لكل 1000 شخص في 2019/2020 إلى 41.55 وصفة في 2023/2024، بمتوسط زيادة سنوية قدرها 18%.

واستند البحث إلى بيانات خمسة أدوية معتمدة لعلاج ADHD، وأظهرت النتائج أن ميثيلفينيديت (المعروف تجاريًا بأسماء مثل ريتالين وكونسيرتا ودلموسارت) هو الأكثر وصفًا بمعدل 19 وصفة لكل 1000 شخص. أما دواء ليسديكسامفيتامين، فشهد أعلى نسبة زيادة سنوية بنسبة 55%، حيث ارتفعت وصفاته من 2.86 لكل 1000 شخص في 2019/2020 إلى 8.68 في 2023/2024.

وكشفت الدراسة عن تفاوت واضح بين المناطق في معدلات وصف أدوية ADHD، حيث سجلت لندن أعلى نسبة زيادة سنوية (28%)، تلتها جنوب شرق إنجلترا (19.5%)، بينما كانت أقل زيادة في الشمال الشرقي ويوركشاير (13%).

كما أشارت النتائج إلى وجود ارتباط بين معدلات وصف الأدوية والعوامل العرقية والاقتصادية، حيث كانت الوصفات أكثر شيوعًا في المناطق ذات الأغلبية البيضاء، مثل جنوب شرق وشمال غرب إنجلترا، مقارنة بالمناطق الأكثر تنوعًا عرقيًا مثل ميدلاندز ولندن.

وأشار الباحثون إلى أن الضغوط النفسية والاجتماعية التي سببتها الجائحة قد تكون من العوامل المؤثرة في الارتفاع الحاد في وصفات ADHD، حيث تجاوزت هذه الزيادة التوقعات السابقة.

وأكد الفريق البحثي أهمية إجراء دراسات إضافية حول تأثير انتشار المعلومات عن ADHD عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لضمان عدم تضليل الجمهور. كما دعوا إلى تحسين آليات التشخيص والعلاج، خاصة في ظل تقارير عن فترات انتظار طويلة بين الإحالة الطبية والتقييم.

وقال الباحثون: “الزيادة الكبيرة في وصفات ADHD تفرض تحديات على السياسات الصحية، مما يستدعي اتخاذ إجراءات لمعالجة التفاوتات الإقليمية والاجتماعية في الحصول على العلاج.”

من جانبه، حذر الدكتور بول كيدويل، استشاري الطب النفسي وخبير التنوع العصبي، من احتمال حدوث تشخيص مفرط للحالات، مما قد يؤدي إلى صرف الأدوية لأشخاص يعانون من اضطرابات أخرى غير ADHD.

وأوضح كيدويل أنه رغم عدم وجود دليل قاطع على التشخيص المفرط، فإن التقييم الشامل من قبل طبيب نفسي ضروري، لأن بعض الحالات قد يتم تشخيصها خطأً على أنها ADHD، في حين أنها ناتجة عن الاكتئاب غير المعالج، أو اضطرابات أخرى مثل القلق، أو التوحد، أو الصدمات النفسية المعقدة.

وأضاف أن معدلات التشخيص والعلاج المنخفضة بين الأقليات العرقية والفئات ذات الدخل المحدود تعكس تحديات أوسع في توفير خدمات الصحة النفسية بشكل عادل عبر إنجلترا.

ودعا الباحثون إلى مراجعة شاملة لسياسات تشخيص وعلاج ADHD، مع التركيز على تقليص الفجوات الإقليمية وضمان وصول جميع الفئات إلى الرعاية الطبية اللازمة. كما شددوا على أهمية تحقيق توازن بين التوعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي والممارسات الطبية القائمة على الأدلة، لتجنب أي تأثيرات سلبية على الصحة العامة.


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 

التالي خلل تقني في NHS يؤدي إلى تشخيص متأخر لمرض السرطان لدى 10 مرضى ويسبب وفيات