عرب لندن
تعهد وزير البيئة، ستيف ريد، بالعمل على ضمان أن "مياه الأمطار فقط" هي التي تصل إلى أكبر بحيرة في إنجلترا، ويندرمير، وذلك في زيارة له للمنطقة. وصرح ريد بأن الحكومة ستتعاون مع شركة المياه والسلطات المحلية في كمبريا والجماعات البيئية لصياغة دراسة جدوى تهدف إلى القضاء على جميع عمليات تصريف المياه في البحيرة.
يُذكر أن مياه الصرف الصحي المعالجة وغير المعالجة يتم تصريفها أحيانًا إلى البحيرة، ما أدى إلى ازدهار الطحالب وتحول الماء إلى اللون الأخضر. وفي هذا السياق، أكدت شركة "يونايتد يوتيليتيز"، التي تقدم خدمات المياه في المنطقة، التزامها بتحسين جودة المياه من خلال استثمار 200 مليون جنيه إسترليني في معالجة مياه الصرف الصحي.
ووفقاً لموقع ال “BBC” في عام 2024، كانت الشركة قد قامت بتصريف ملايين اللترات من مياه الصرف الصحي الخام بشكل غير قانوني في البحيرة على مدار ثلاث سنوات. وفي تصريح لبرنامج "بي بي سي بريكفاست"، أكد ريد أن "تلوث البحيرة بهذا الحجم غير مقبول على الإطلاق"، مشيرًا إلى أن أكثر من 140 مليون لتر من المياه الملوثة تم تصريفها.
ورغم أن ريد لم يكشف عن تفاصيل محددة حول كيفية وقف التصريفات، إلا أنه من المرجح أن يتطلب ذلك بناء شبكة كبيرة من أنابيب الصرف الصحي الجديدة. وفي هذا الصدد، خلصت دراسة جدوى سابقة من شركة "يونايتد يوتيليتيز" إلى أن هناك حاجة إلى 42 ميلاً من الأنابيب الجديدة، بالإضافة إلى 205 أميال أخرى لتوصيل مرافق الصرف الصحي الخاصة. ويُتوقع أن تتطلب هذه المشاريع مئات الملايين من الجنيهات.
هذا وتعتبر بحيرة ويندرمير، جزءًا من موقع التراث العالمي لليونسكو في منتزه ليك ديستريكت الوطني، وتستقطب سنويًا ما يقرب من سبعة ملايين زائر. وفي إطار هذه الخطط، تم دعوة مات ستانييك، ناشط ضد تلوث الصرف الصحي ومؤسس حملة "Save Windermere"، للمشاركة في الدراسة.
ورغم التفاؤل الذي أبداه البعض حول الإعلان، دعا ستانييك إلى التزام قانوني ملموس لتنفيذ هذه الخطط. وقال: "نريد أن نرى هذا الهدف يتحقق بشكل ملموس". وعند سؤاله عن موعد ضمان أمان مياه البحيرة للسباحة، أشار ريد إلى أنه لن يكون هناك تغيير في الوضع في الصيف المقبل.
ومن جهة أخرى، أكد نايجل ويلكينسون، المدير الإداري لشركة "Windermere Lake Cruises"، أن تصريح ريد بشأن سلامة المياه غير دقيق، مشيرًا إلى أن بيانات جودة المياه أظهرت أن البحيرة كانت في حالة ممتازة في آخر مسح.
وفي خطوة إضافية، قالت الحكومة إنها تدرس طرقًا جديدة للحد من تلوث البحيرة، بما في ذلك إنشاء محطات معالجة جديدة وتوسيع شبكة الصرف الصحي. وقالت شركة "يونايتد يوتيليتيز" إنها ستنفق 200 مليون جنيه إسترليني لتحديث محطات المعالجة في ويندرمير، مع خطة للحد من الفيضانات العاصفة بحلول عام 2030.
وفيما سيتم تمويل هذه المشاريع مبدئيًا من قبل المستثمرين، فإن الزيادة في التكاليف سترتد على فواتير العملاء، حيث من المتوقع أن يرتفع متوسط فاتورة المياه بنسبة 32٪ فوق معدل التضخم خلال السنوات الخمس المقبلة.
وختامًا، قال ريد: "نحن ملتزمون بتنظيف هذه البحيرة الشهيرة وإعادتها إلى جمالها الطبيعي، ونعمل مع جميع الشركاء المحليين لتحقيق هذا الهدف". وأضاف متحدث باسم شركة "يونايتد يوتيليتيز" أن الشركة استثمرت بالفعل 75 مليون جنيه إسترليني في الحد من تلوث البحيرة.