عرب لندن

حذرت روسيا من خطط رئيس الوزراء كير ستارمر لنشر قوات بريطانية ضمن قوة حفظ السلام في أوكرانيا، معتبرة أن ذلك سيمثل “تورطًا مباشرًا” في الصراع.

ويعمل ستارمر، إلى جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على تشكيل ما يُعرف بـ "تحالف الراغبين" لفرض أي اتفاق سلام محتمل في أوكرانيا، إلا أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف رد بغضب، محذرًا من أن "وجود قوات على حدود روسيا يعني مشاركة رسمية وصريحة لحلف الناتو في الحرب ضد روسيا"، مضيفًا: "هذا أمر لا يمكن السماح به".

وفي خطوة تصعيدية أخرى، وقّعت بريطانيا اتفاقًا مع شركة أمنية أنجلو-أمريكية لتزويد أوكرانيا بطائرات مسيّرة هجومية متطورة، في الوقت الذي أوقفت فيه إدارة دونالد ترامب إمدادات المساعدات العسكرية والاستخباراتية لكييف.

وقال ستارمر إن القتال لا يزال مستمرًا، مشددًا على ضرورة دعم أوكرانيا لتعزيز موقفها سواء في ساحة المعركة أو في أي مفاوضات سلام محتملة.

في سياق متصل، التقى وزير الدفاع البريطاني جون هيلي نظيره الأمريكي بيت هيغسيث لبحث فرص إنهاء الحرب، بالتزامن مع إعلان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن محادثات مرتقبة بين أوكرانيا والولايات المتحدة في السعودية الأسبوع المقبل، وفقا لما نقلته "الإندبندنت". 

وقال هيلي: "تفاصيل هذه المحادثات ستظل سرية، لكنها خطوة مهمة نحو تحقيق السلام". 

من جانبه، رفض هيغسيث المزاعم التي تقول بأن واشنطن تتبنى موقفًا موالٍ لموسكو، واصفًا إياها بأنها "هراء مطلق". وأكد أن تعليق المساعدات العسكرية لأوكرانيا "إجراء مؤقت فقط".

وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية عن صفقة جديدة بقيمة 30 مليون جنيه إسترليني لتزويد أوكرانيا بأنظمة "Altius 600M" و"Altius 700M"، القادرة على مراقبة المناطق وضرب الأهداف التي تدخلها، لمواجهة التهديدات الروسية في البحر الأسود.

وتأتي هذه الخطوة وسط قلق متزايد من تأثير قرار واشنطن وقف تبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا، الأمر الذي قد يُضعف قدرتها على استخدام الأسلحة الغربية والتصدي للهجمات الروسية.

والتقى زيلينسكي قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل لمناقشة الدعم العسكري لكييف، حيث أعلن القادة عن حزمة دفاعية بقيمة 670 مليار جنيه إسترليني استعدادًا لاحتمال تراجع الدعم الأمريكي.

ووصفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين هذه الخطوة بأنها "لحظة حاسمة". وأضافت: "أوروبا تواجه خطرًا واضحًا ومباشرًا، ويجب أن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها، كما يجب أن نضع أوكرانيا في وضع يمّكنها من تحقيق سلام دائم وعادل".

وفي رد تصعيدي، وصفت موسكو اقتراح ماكرون بإرسال قوات حفظ سلام بأنه "استفزازي للغاية". وقالت الخارجية الروسية: “على عكس أسلافه، مثل نابليون وهتلر، الذين أرادوا غزو روسيا بوضوح، فإن ماكرون لا يتصرف بلباقة".

وقد ذهب الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف، فذهب أبعد من ذلك، مستهزئًا بماكرون على منصات التواصل الاجتماعي، واصفًا إياه بـ "مايكرون"، في إشارة إلى صغر حجمه السياسي. 

وأضاف: "لن يشكل تهديدًا حقيقيًا، وسيختفي تمامًا بحلول 14 مايو 2027. ولن يفتقده أحد".

السابق هل أنت مؤهل للحصول على تعويض من بنك باركليز بـ 12.5 مليون جنيه إسترليني؟
التالي جدل سياسي حول استبعاد قانون حقوق الإنسان من قرارات الهجرة في بريطانيا