عرب لندن 

يشكل شهر رمضان فرصة اقتصادية مهمة في بريطانيا، حيث يسهم في تنشيط قطاعات مختلفة، بدءًا من تجارة التجزئة والضيافة وصولًا إلى الصناعات الغذائية ومستحضرات التجميل. 

ومع وجود أكثر من 3.9 مليون مسلم في المملكة المتحدة، تزداد القوة الشرائية لهذه الفئة، مما يجعل رمضان موسمًا اقتصاديًا مزدهرًا يقدر بحوالي 200 مليون جنيه إسترليني سنويًا.

,تشير التقارير إلى أن شهر رمضان يشهد ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات الإنفاق بين المسلمين، إذ يزداد الطلب على المنتجات الغذائية الخاصة بالإفطار والسحور، فضلًا عن ازدياد الإقبال على المطاعم التي تقدم وجبات حلال. 

ويستفيد قطاع التجزئة بشكل مباشر من هذا الطلب المتزايد، حيث تلجأ المتاجر الكبرى إلى تقديم عروض خاصة ومنتجات موجهة خصيصًا للمستهلكين المسلمين.

كما تسجل مبيعات الأزياء ومستحضرات التجميل نموًا خلال هذه الفترة، حيث يحرص العديد من المسلمين على اقتناء ملابس جديدة بمناسبة عيد الفطر.

وأصبحت العديد من العلامات التجارية تدرك أهمية هذا الموسم، ما دفعها إلى إطلاق مجموعات خاصة تتناسب مع الاحتياجات الثقافية والدينية للمسلمين في بريطانيا.

ولا يقتصر تأثير المسلمين الاقتصادي على رمضان فحسب، بل يمتد ليشمل مساهمات واسعة النطاق في مختلف القطاعات. 

ووفقًا لتقرير صادر عن "Muslim Council of Britain"، فإن الاقتصاد المرتبط بالمسلمين بشكل مباشر في بريطانيا يقدر بنحو 31 مليار جنيه إسترليني سنويًا، حيث هناك أكثر من 70 ألف مؤسسة مملوكة لمسلمين. وتلعب هذه الشركات دورًا بارزًا في دعم النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل.

من جهة أخرى، أشار تقرير صادر عن مؤسسة "MEND" إلى أن المسلمين في بريطانيا يسهمون بنحو 21 مليار جنيه إسترليني في الاقتصاد البريطاني سنويًا من خلال الضرائب والمساهمة في مختلف الصناعات. 

كما أظهرت دراسة من "EQUI" أن المجتمع المسلم يواصل تحقيق نمو اقتصادي، مدفوعًا بارتفاع معدلات ريادة الأعمال والاستهلاك الذكي.

وبالرغم من المساهمة الاقتصادية الكبيرة للمسلمين، يواجه العديد من رواد الأعمال المسلمين تحديات تتعلق بالتمويل والتمثيل العادل في السوق. 

ومع ذلك، فإن تزايد الاهتمام بالمنتجات الحلال وتنامي الوعي بأهمية شهر رمضان في السوق البريطانية يفتحان آفاقًا جديدة للنمو والاستثمار.

ويعد رمضان فرصة اقتصادية مهمة تعكس القوة الشرائية المتزايدة للمسلمين في بريطانيا. ومع استمرار نمو هذا التأثير، يصبح من الضروري أن تستمر الشركات والمؤسسات في تطوير استراتيجيات تلبّي احتياجات هذا السوق المتنامي، مما يسهم في تعزيز التكامل الاقتصادي والثقافي في المملكة المتحدة.

 

التالي المنتدى اللاتيني الفلسطيني يزور مجلس النواب البرازيلي ويلتقي برلمانيين لتعزيز الدعم للقضية الفلسطينية