عرب لندن
أثار رئيس الوزراء الاسكتلندي، جون سويني، جدلًا سياسيًا بعد تصريحه بأن دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لزيارة رسمية ثانية إلى المملكة المتحدة ستكون "غير واردة" إذا لم تستأنف واشنطن مساعداتها العسكرية لأوكرانيا.
وفي بيان أمام البرلمان الاسكتلندي، أكد سويني أن قرار الولايات المتحدة "بتجميد" الدعم العسكري لكييف لا يؤدي إلا إلى "تشجيع روسيا المعتدية"، معتبرًا أن استمرار هذا القرار يجب أن يكون سببًا لإلغاء الزيارة، بحسب "التلغراف".
كما شدد على أن حكومته ستقف "صفًا واحدًا" مع رئيس الوزراء، كير ستارمر، في دعم أوكرانيا
ومع ذلك، شدّد على معارضته لبرنامج الردع النووي البريطاني "ترايدنت" -صواريخ باليستية نووية تُحمل على غواصات-، رغم اعتباره أكثر أهمية لأمن أوروبا في ظل تهديد ترامب بسحب الدعم العسكري من القارة.
ووصف راسل فيندلاي، زعيم حزب المحافظين الاسكتلندي، موقف سويني بأنه “حماقة كبرى”، معتبرًا أن التخلي عن الردع النووي سيكون خطأً استراتيجيًا في وقت أصبح فيه مستقبل الدعم الأمريكي غير مؤكد.
وأشار إلى أن أوكرانيا “تأسف بشدة” لتخليها عن ترسانتها النووية في التسعينيات، حيث يعتقد العديد من قادتها أن روسيا ما كانت لتجرؤ على غزوها لو كانت لا تزال تمتلك أسلحة نووية.
كما انتقد فيندلاي دعوات بعض كبار السياسيين في الحزب الوطني الاسكتلندي (SNP) لإلغاء دعوة ترامب، محذرًا من أن مثل هذه “التدخلات الأنانية وغير المدروسة” قد تؤدي إلى “إحداث شرخ بين الحلفاء الغربيين، مما سيُسعد الكرملين”.
ويأتي ذلك بعد هجوم ستيفن فلين، زعيم الحزب الوطني الاسكتلندي في وستمنستر، على رئيس الوزراء البريطاني، واصفًا استجابته للنزاع بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض يوم الجمعة بأنها “ضعيفة”.
وفي أعقاب تعليق ترامب للمساعدات العسكرية، شدد سويني على أن “زيارة رسمية ثانية لترامب تصبح غير واردة إذا ظل هذا هو الموقف الرسمي للحكومة الأمريكية”.
لكنه في الوقت نفسه رفض إلغاء الدعوة بشكل مطلق، مشيرًا إلى أن دعم أوكرانيا “يتطلب اتخاذ قرارات صعبة”.
وقال: “إذا كان من الممكن أن تسهم هذه الزيارة في تعزيز الدعم الأمريكي لأوكرانيا، فإنها تبقى خيارًا مطروحًا، ولكن هذا مشروطٌ بأن تواصل الولايات المتحدة دعمها الثابت لاستقلال أوكرانيا وسلامة أراضيها”.
كما شكّك فيندلاي في فعالية شروط سويني، متسائلًا: “هل يعتقد سويني حقًا أنه يمتلك السلطة لفرض شروط على الولايات المتحدة، ويتوقع أن يلتزم الملك بها؟”.
بالإضافة إلى ذلك، انتقد موقفه من الردع النووي، معتبرًا أنه “خطير وساذج”، مؤكدًا أن سياسة الحزب الوطني الاسكتلندي بشأن الأسلحة النووية “لا تتناسب مع التحديات الحالية”.
ورد سويني قائلًا: “رغم امتلاك دول للأسلحة النووية، فقد تم غزو أوكرانيا. هذه هي الحقيقة التي نواجهها”. وأضاف أن إنفاق الأموال على برنامج ترايدنت يجب أن يُوجّه نحو تعزيز القدرات العسكرية التقليدية بدلًا من النووية.