عرب لندن
حذّرت الشرطة البريطانية من تصاعد نشاط عصابات سرقة الهواتف، التي تستهدف الضحايا وتستنزف حساباتهم المصرفية لتمويل مشتريات فاخرة، مع اعتمادها على العملات المشفرة لإخفاء آثار الجرائم.
ووفقًا لما أوردته صحيفة "ذا ستاندرد" The Standard، كشفت محكمة التاج في لندن الداخلية عن تعرّض العديد من الضحايا لعمليات سرقة في العاصمة البريطانية، حيث فقدوا عشرات الآلاف من الجنيهات الإسترلينية بسبب الاحتيال. ففي إحدى الحالات، تعرّض رجل للسرقة في وسط لندن، وتمكّن الجناة خلال ساعات من تغيير بيانات حسابه على Apple ID والاستيلاء على 22,000 جنيه إسترليني، أنفقوها على سلع فاخرة من متاجر مثل "Louis Vuitton".
وفي واقعة أخرى، سُرق هاتف أحد الضحايا خلال حفلة منزلية، وبحلول الوقت الذي أبلغ فيه عن الجريمة، كانت العصابة قد سحبت 25,000 جنيه إسترليني من حسابه، وأنفقت الأموال على مشتريات من "Amazon" و"Harvey Nichols" في كوفنت غاردن.
كما استعرضت المحكمة قضية أخرى تتعلق بسرقة هوية رجل بعد سرقة هاتفه، حيث استخدم الجناة بياناته لاستئجار سيارات فاخرة، ما جعله يتلقى غرامات مرور وسرعة باسمه، في حين استُخدم اسمه أيضاً عند توقيف أفراد العصابة من قبل الشرطة.
وخلال المحاكمة، حُكم على ثلاثة رجال متورطين في هذه الجرائم، حيث اعترف هيرمون سولومون (25 عاماً) بالتعامل مع سلع مسروقة والاحتيال بعد القبض عليه وهو يستخدم أموال أحد الضحايا للتسوق في "Harvey Nichols".
فيما أقرّ جاكوب راكي (23 عاماً) بسرقة هواتف والتعامل مع ممتلكات مسروقة، بما في ذلك شراء وشاح من "Louis Vuitton"، كما استخدم بيانات أحد الضحايا لتنفيذ عمليات شراء احتيالية عبر الإنترنت، وتم تسجيله في مخالفات مرورية أثناء قيادة سيارات مستأجرة باستخدام هوية مسروقة.
أما المتهم الثالث، جوزيف سيري كامار (18 عاماً)، فاعترف بسرقة هاتف وحيازة سكين في "بورو هاي"، بالإضافة إلى صدم سيارة شرطة أثناء مطاردة بسرعة 80 ميلاً في الساعة، بعد تجاوزه الإشارات الحمراء وقيادته بسرعة مضاعفة للحد القانوني.
ووصفت القاضية روزينا كوتيدج هذه العصابة بأنها جزء من "آفة سرقات الهواتف المرعبة"، مشيرة إلى أنهم "كانوا يشترون الهدايا الفاخرة بينما يدمرون حياة الضحايا".
وبدورها، حذّرت شرطة "سكوتلاند يارد" من تنامي ظاهرة استخدام العصابات للعملات المشفرة لغسل الأموال المسروقة، حيث أوضحت الرقيب المحقق إيزابيلا جروتو أن الجناة استهدفوا ضحاياهم بالعنف والخداع، واستولوا على بياناتهم المصرفية لسرقة الأموال.
وأضافت جروتو أن وحدة التحقيق في العملات المشفرة لدى شرطة العاصمة تمكنت من تعقب العصابة باستخدام تحليل البيانات المصرفية والاتصالات، ما أدى إلى اعتقال المجرمين ومصادرة الأجهزة المسروقة والإيصالات والمقتنيات المشتراة بطرق احتيالية.
كما قدّمت الشرطة مجموعة من النصائح الأمنية لحماية الهواتف من السرقة، تضمنت تحديث أنظمة الأمان بانتظام، وتفعيل ميزات الحماية ضد السرقة، واستخدام كلمات مرور قوية لتأمين الحسابات الحساسة.
وفي ختام المحاكمة، حُكم على سولومون بالسجن 31 أسبوعاً، مع الإفراج الفوري عنه بسبب الفترة التي قضاها قيد الاحتجاز.
وفيما نال راكي حكماً بالسجن لمدة 33 شهراً، حيث وصفته القاضية بأنه "مجرم فردي نفذ موجة من الجرائم"، مضيفة: "كان تركيزك الوحيد هو تحقيق مكسب مالي شخصي، بينما كان بإمكانك أن تكون عضواً نافعاً في المجتمع بدلاً من أن تكون عبئاً عليه".