عرب لندن
حذر محامون ونشطاء حقوقيون من أن المملكة المتحدة أصبحت "بيئة معادية" للأفغان الذين فروا من طالبان، وسط ارتفاع حاد في عدد طلبات اللجوء التي تم رفضها. وفقًا لإحصاءات الهجرة الفصلية الصادرة يوم الخميس، تم رفض 2000 طلب لجوء أفغاني في الربع الأخير من عام 2024، وهو ارتفاع ملحوظ مقارنة بـ48 طلبًا تم رفضها في نفس الفترة من عام 2023.
وذكر موقع صحيفة “الغارديان” Guardian أن هذه الزيادة في حالات الرفض تعكس انخفاضًا حادًا في معدل منح اللجوء، حيث تراجع من 98.5٪ في الربع الأخير من عام 2023 إلى 36٪ في نفس الفترة من عام 2024.
وفي الوقت الذي رحبت فيه بعض الأوساط بانخفاض تراكم طلبات اللجوء في المملكة المتحدة، الذي تراجع من 97170 حالة في سبتمبر 2024 إلى 90686 حالة بحلول ديسمبر 2024، إلا أن القلق يظل قائمًا بشأن رفض طلبات اللجوء للأفغان الذين لا يمكن إعادتهم إلى بلادهم نظرًا للظروف التي يواجهونها تحت حكم طالبان.
وقالت لويز كالفي، المديرة التنفيذية لمنظمة Asylum Matters: "هذه قفزة هائلة في حالات الرفض للأشخاص الذين يجب أن تكون حاجتهم إلى اللجوء واضحة. لا يمكن لأحد أن ينظر إلى الوضع في أفغانستان ويعتقد أنه من الآمن إعادة الناس إلى طالبان. هذا الرفض يتركهم في سنوات من البؤس والغموض بينما يحاولون الاستئناف، محرومين من الأمان والدعم في المملكة المتحدة، لكنهم لا يملكون مكانًا آخر يذهبون إليه".
وأوضح جيمي بيل، من مكتب محاماة دنكان لويس، أن التغيير في سياسة اللجوء يعني أن العديد من الأفغان سيبقون في حالة من الغموض لسنوات، غير قادرين على العمل بينما يتم البت في قضاياهم في محاكم مثقلة بالأعباء. وأضاف: "أصبح الأفغان الآن في بيئة معادية جديدة، يواجهون مستقبلاً غير واضح".
ومن جهته، قال إنفر سولومون، الرئيس التنفيذي لمجلس اللاجئين: "العدد الكبير للرفض يعني أن الرجال والنساء والأطفال الذين فروا من أفغانستان بسبب الخوف من طالبان سيظلون عالقين في حالة من الغموض داخل الفنادق في المملكة المتحدة. هذا الوضع لا يستهلك موارد كبيرة فحسب، بل يمنع هؤلاء الأشخاص من المضي قدمًا في حياتهم، سواء من خلال العمل أو الاندماج في المجتمعات المحلية".
أما وزارة الداخلية البريطانية، فقد أكدت أنها تراقب الوضع بشكل مستمر، وأنها تواصل اتخاذ الإجراءات ضد أولئك الذين ليس لديهم حق قانوني في التواجد في المملكة المتحدة. في ذات الوقت، أضافت الوزارة أن عمليات الإبعاد إلى أفغانستان معلقة حاليًا بسبب عدم قبول طالبان لوثائق السفر الصادرة عن السفارة الأفغانية في لندن.
وتثيرهذه القضية العديد من الأسئلة حول مستقبل طلبات اللجوء في المملكة المتحدة، وسط تحديات قانونية وإنسانية تزداد تعقيدًا.