ارتفاع قياسي في عدد المنازل التي تتجاوز قيمتها مليون جنيه إسترليني في بريطانيا
عرب لندن
شهدت بريطانيا ارتفاعًا كبيرًا في عدد المنازل التي تتجاوز قيمتها مليون جنيه إسترليني، حيث ارتفع عددها بنحو ثلث خلال السنوات الخمس الماضية، وفقًا لتقديرات شركة العقارات (Savills).
ووفقًا للتقرير، فإن هناك الآن نحو 702,580 عقارًا في البلاد تُقدر قيمته بمليون جنيه إسترليني أو أكثر، مما يمثل زيادة صافية قدرها 3,127 عقارًا خلال عام 2024 مقارنة بعام 2023.
ويعني هذا أن واحدًا من بين كل 42 منزلًا في بريطانيا بات يصنف ضمن هذه الفئة العقارية الفاخرة، وفقا "للإندبندنت".
واحتلت لندن الصدارة في هذا النمو، حيث شهدت أكبر زيادة في عدد المنازل البالغ قيمتها مليون جنيه فما أكثر العام الماضي.
وتضم العاصمة الآن رقمًا قياسيًا تجاوز 349 ألف عقارًا بهذه القيمة، أي أن منزلًا واحدًا من بين كل 11 منزلًا في لندن يتجاوز المليون جنيه إسترليني.
لكن هذا الاتجاه لم يكن موحدًا في جميع أنحاء بريطانيا، حيث شهدت المناطق خارج لندن انخفاضًا طفيفًا بنسبة 1% في عدد المنازل التي تتجاوز قيمتها مليون جنيه إسترليني، مما يعكس تفاوتًا إقليميًا واضحًا في أداء السوق العقاري.
وأشار لوسيان كوك، رئيس قسم الأبحاث السكنية في (Savills)، إلى أن ارتفاع تكاليف الرهن العقاري وزيادة الضغوط على القدرة الشرائية أثّرت على النمو في الضواحي والمناطق الريفية، لكنها عززت الطلب على العيش في المدن مع عودة الكثيرين إلى العمل المكتبي.
وقال كوك: "الطلب المتزايد على السكن في المدن، نتيجة العودة إلى مقرات العمل، أدى إلى إعادة التوازن لصالح ملاك المنازل في لندن، حيث تجاوز 5 ألف عقار عتبة المليون جنيه إسترليني في عام 2024.”
وأصبح منزل واحد من بين كل 73 منزلًا خارج لندن الآن مصنفًا كمليونيري، وفقًا لتقديرات (Savills).
وسجل شمال شرق إنجلترا أكبر زيادة في عدد أصحاب العقارات المليونيرية خارج لندن، بنسبة 5.5%، رغم أن هذه المنطقة لا تزال تحتفظ بأصغر حصة سوقية في هذا المجال.
كما شهدت منطقة غرب ميدلاندز ارتفاعًا ملحوظًا، حيث أضيف 918 عقارًا جديدًا إلى قائمة عقارات المليون جنيه إسترليني في عام 2024.
بدوره، قال بيتر دابورن، مدير المبيعات السكنية في (Savills) بالمنطقة: "ما زلنا نرى العديد من المشترين يستفيدون من مرونة العمل عن بعد، حيث لا تزال المناطق الريفية تشكل عامل جذب كبير.
كما أن القرب من لندن – التي يمكن الوصول إليها في أقل من ساعة من محطة ستافورد – يعزز من جاذبية المنطقة.”
وأشار إلى أن التغيرات الأخيرة في رسوم المدارس الخاصة لعبت أيضًا دورًا في تحفيز الطلب على العقارات في غرب ميدلاندز، حيث يفضل العديد من المشترين الانتقال إلى المنطقة للاستفادة من المدارس العامة المرموقة.
في المقابل، أظهرت بيانات (Savills) أن مناطق مثل جنوب شرق إنجلترا وشرق إنجلترا وجنوب غرب إنجلترا وويلز سجلت تراجعًا في عدد العقارات التي تزيد قيمتها عن مليون جنيه إسترليني.
بالتزامن مع هذه التحولات في سوق العقارات الفاخرة، كشف مؤشر منفصل صادر عن شركة (Hamptons) أن معدلات الإيجار في بريطانيا شهدت أبطأ معدل نمو لها منذ أكتوبر 2020.
وأظهر التقرير أن متوسط الإيجار للمستأجرين الجدد ارتفع بنسبة 1.8% فقط في يناير 2025 مقارنة بالعام السابق، مما يعكس تباطؤًا واضحًا في سوق الإيجارات، على الرغم من استمرار ارتفاع الإيجارات للمستأجرين الذين يجددون عقودهم.