عرب لندن
حذر بنك إنجلترا من أن ما يقرب من 4.4 مليون أسرة في المملكة المتحدة قد تشهد زيادات في أقساط الرهن العقاري خلال السنوات الثلاث المقبلة.
وقال لجنة السياسة المالية للبنك (FPC) إن هذا سيشمل زيادات تصل إلى 500 جنيه إسترليني شهريًا على الرهون العقارية لحوالي 420 ألف أسرة.
في الوقت نفسه، من المتوقع أن يشهد ما بين مليون إلى مليون ونصف شخص زيادة ثانية في الأسعار، بعد أن تم تثبيتها على سعر أعلى منذ بداية ارتفاع أسعار الفائدة في النصف الثاني من عام 2021.
ومن المتوقع إعادة تمويل حوالي 31% من جميع الرهن العقاري، أو 2.7 مليون شخص، بمعدل يزيد عن 3% لأول مرة قبل الربع الأخير من عام 2027.
بحسب صحيفة "الإندبندنت" أظهر أحدث تقرير للاستقرار المالي من البنك أن معظم الأسر قد شهدت بالفعل زيادة في معدلات الرهن العقاري منذ أن بدأت تكاليف الاقتراض في الارتفاع بشكل كبير.
وبعد الارتفاعات الحادة في عامي 2022 و2023، بدأت معدلات الفائدة في الانخفاض من أعلى مستوى لها منذ 16 عامًا والذي بلغ 5.25% في وقت سابق من هذا العام، حيث صوت البنك المركزي مرتين لتخفيض سعر الفائدة الأساسي في الأشهر الأخيرة، ليصل إلى 4.75%.
كما لم يتم تثبيت حوالي 37% من الأسر التي لديها قروض عقارية على سعر الفائدة الجديد بعد أن بدأت أسعار الفائدة في الارتفاع في النصف الثاني من عام 2021.
قال التقرير إن الأسرة النموذجية التي تنتهي من الرهن العقاري الثابت في العامين المقبلين ستواجه زيادة قدرها حوالي 146 جنيهًا إسترلينيًا شهريًا، وهو انخفاض عن التوقعات السابقة البالغة 180 جنيهًا إسترلينيًا في يونيو.
ومن المتوقع أن يشهد نحو 27% من حاملي الرهون العقارية، أو 2.4 مليون شخص، انخفاضًا في المدفوعات الشهرية قبل نهاية عام 2027، بعد أن شهدوا بالفعل زيادات في الأسعار.
بدوره، قال البنك المركزي أيضًا إن بيئة المخاطر الإجمالية للاقتصاد والقطاع المالي ارتفعت في الأشهر الستة الماضية بعد انتخاب مجموعة من الحكومات الجديدة في جميع أنحاء العالم.
وأشار إلى أن المخاطر التي تهدد النظام المالي بسبب الحروب، وتوترات التجارة، والهجمات الإلكترونية قد زادت، مضيفًا أن التوترات الجيوسياسية المتزايدة تشكل خطرًا "كبيرًا" على البنوك والاستقرار المالي بشكل عام.
وفي استطلاع أجري بين شركات التمويل مثل البنوك ومديري الأصول، بلغت نسبة أولئك الذين ذكروا المخاطر الجيوسياسية أعلى مستوى لها، سجله الاستطلاع.
يأتي هذا وسط تصعيد حرب روسيا في أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة، والحرب الجارية في الشرق الأوسط، والتدهور المحتمل للعلاقات بين الولايات المتحدة والصين.
وبينما لم يذكر تقرير البنك يوم الجمعة الرئيس المنتخب ترامب، لكنه أشار إلى "احتمال زيادة التفتت العالمي" للتجارة كجزء من مجموعة أوسع من القضايا الجيوسياسية.
وقال إن تفتت التجارة "يشكل أيضًا مخاطر على الاستقرار المالي في المملكة المتحدة"، كذلك قد "يصعب تحقيق الانتقال المنظم إلى صافي الانبعاثات الصفري".