عرب لندن
تم تجريد ضابط في الجيش الأسترالي من تصريحه الأمني بسبب اعتقاد جهاز الاستخبارات الأسترالي (ASIO) بأنه أكثر ولاءً لإسرائيل من أستراليا، مما يجعله عرضة للاستغلال من قبل الموساد.
وخلال مقابلاته مع جهاز الاستخبارات، صرح الضابط بأنه لا يعتبر إسرائيل حكومة أجنبية، وأنه لن يتردد في مشاركة معلومات سرية مع قوات الدفاع الإسرائيلية إذا طُلب منه ذلك.
وصرح الجهاز بأن الضابط، الذي يعتنق الديانة اليهودية وخدم 19 عامًا في الجيش الأسترالي، أخفى معلومات عن المسؤولين الأستراليين بشأن دورات تدريبية تلقاها في إسرائيل – حيث لا يحمل جنسيتها – شملت تدريبات على الدفاع عن النفس والأمن واستخدام الأسلحة النارية.
وفي قرار نشرته محكمة المراجعة الإدارية الأسبوع الماضي، أفاد جهاز الاستخبارات بأن الضابط، الذي تم إخفاء هويته تحت الرمز (HWMW)، ليس على مستوى "الشخصية المناسبة والجدارة بالثقة" للاحتفاظ بأي تصريح أمني.
وأكدت المحكمة أن ولاءه لإسرائيل يجعله عرضة للتأثير أو الإكراه لتنفيذ أعمال تجسس أو تدخل أجنبي لصالح أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.
وبحسب ما ورد، أظهر (HWMW) ضعفًا في الحكم وسلوكيات أمنية سيئة، ولم يلتزم بمتطلبات حاملي التصاريح الأمنية.
وأوضح الجهاز أنه فكر في خفض مستوى تصريحه الأمني بدلاً من إلغائه، لكنه خلص إلى أن ولاءه المفرط لإسرائيل وإخفاءه معلومات حساسة أثناء عملية التدقيق الأمني يجعلان أي تدابير تخفيفية غير كافية لمنع استغلاله من قبل الموساد.
وانضم (HWMW) إلى قوات الدفاع الأسترالية عام 2004، وحصل على تصريح أمني من مستوى "Negative Vetting 1" عام 2008 وهو مستوى من التصريح الأمني يُستخدم في أستراليا لتحديد الأشخاص المسموح لهم بالوصول إلى المعلومات والمواد المصنفة على أنها سري، ثم رُقي إلى تصريح أمني من المستوى الثاني عام 2010، مما منحه حق الوصول إلى المعلومات السرية للغاية.
وبين عامي 2014 و2023، تطوع في المجموعة الأمنية المجتمعية اليهودية (CSG) في سيدني، وهي منظمة توفر خدمات أمنية واستخباراتية للجالية اليهودية.
وسافر إلى إسرائيل في عامي 2016 و2019 للمشاركة في دورات تدريبية نظمتها Ami-Ad، وهي جمعية تدعم التطوع في المجتمعات اليهودية، بتمويل من الحكومة الإسرائيلية، وكان مدربوها من أعضاء سابقين في جهاز الأمن الإسرائيلي.
وفي 2023، أصدر مدير عام الأمن الأسترالي تقريرًا سلبيًا عن الضابط، موصيًا بإلغاء تصريحه الأمني، وهو القرار الذي طعن فيه (HWMW) أمام المحكمة.
وخلال الجلسات، أكد (HWMW) أن الصهيونية عنصر أساسي في اليهودية، وأن اليهود ملزمون بالولاء لشعبهم ولأرض إسرائيل. وأوضح أن معظم اليهود الأستراليين لا يتطوعون للخدمة في الجيش الأسترالي، بل يفضلون الانضمام إلى قوات الدفاع الإسرائيلية، لكنه قرر الخدمة في أستراليا "بدافع الشعور بالانتماء والرغبة في رد الجميل".
وفي البداية، ادعى أن سفره إلى إسرائيل كان لدورات "قيادة مجتمعية"، لكنه اعترف لاحقًا بعدم الكشف الكامل عن الحقيقة، قائلًا: "قدمت الحقيقة، لكنها لم تكن الحقيقة الكاملة... فعلت ذلك لتجنب التحقيق والاستجواب".
ووفي بيان مكتوب إلى المحكمة، أكد أن القوات الدفاعية الاسترالية منظمة متعددة الثقافات تقبل جميع الأفراد بغض النظر عن العرق أو الدين، مشددًا على أن السماح لليهود بالخدمة في الجيش الأسترالي يجب أن يُفهم ضمن سياق "وجود مستوى معين من الولاء للأمة اليهودية ولدولة إسرائيل".
في النهاية، دعمت المحكمة قرار جهاز الاستخبارات بإلغاء تصريحه الأمني، معتبرةً أن التقييم الأمني السلبي كان مبررًا.