حزب الإصلاح يكشف عن خططه لفرض ضرائب على الطاقة المتجددة
عرب لندن
أعلن حزب "الإصلاح" عن خطط لفرض ضرائب على قطاع الطاقة المتجددة، في إطار تعهده بإلغاء هدف "صافي الصفر" المناخي في المملكة المتحدة، وفقًا لما صرح به نائب زعيم الحزب ريتشارد تايس.
وهاجم تايس سياسات الطاقة الخضراء، معتبرًا أنها السبب وراء ارتفاع فواتير الطاقة وإضعاف القطاع الصناعي في البلاد، ووصف مصادر الطاقة المتجددة بأنها "خدعة ضخمة"، متعهدًا باستعادة الأموال التي دُفعت كدعم لمشاريع الرياح والطاقة الشمسية، وفقا لـ “بي بي سي”.
وقال تايس خلال مؤتمر صحافي: "الشعب البريطاني يتعرض لعملية احتيال من قبل قطاع الطاقة المتجددة"، مشيرًا إلى خطط الحزب لفرض "ضريبة توليد" وأخرى على الشركات العاملة في القطاع لتعويض التكاليف الحكومية المخصصة لتمويل مشاريع الطاقة النظيفة.
وأضاف تايس، وهو نائب عن دائرة بوسطن وسكجنس، أن هناك "رابطًا مباشرًا بين تكلفة هذه الإعانات المقدمة لمصالح الطاقة المتجددة وفواتير المواطنين".
لكن الحزب لم يوضح تفاصيل إضافية حول آلية الضرائب المقترحة، أو النسب التي سيتم فرضها، أو مقدار الإيرادات المتوقع تحصيلها.
كما كشف تايس عن نية الحزب فرض ضرائب على مزارع الطاقة الشمسية، وسن قوانين تلزم بوضع كابلات الكهرباء تحت الأرض بدلًا من الأعمدة الهوائية.
وأكد نائب زعيم الحزب أن "الإصلاح" سيلغي ما وصفه بـ"صافي الصفر الغبي" إذا فاز في الانتخابات المقبلة.
ويأتي موقف الحزب في تناقض صارخ مع سياسة حكومة حزب العمال، التي تسعى لإزالة الوقود الأحفوري من إنتاج الكهرباء في المملكة المتحدة بحلول عام 2030، حيث تعهدت الحكومة باستثمار 8.3 مليار جنيه إسترليني في شركة "غريت بريتش إنرجي" للطاقة النظيفة المملوكة للدولة.
وتتجه الحكومات حول العالم إلى الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة لتحقيق أهداف المناخ الدولية، والوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
كما شهد قطاع الطاقة المتجددة في المملكة المتحدة انخفاضًا ملحوظًا في التكاليف خلال العقد الأخير.
ووعد حزب العمال بتخفيض فواتير الطاقة المنزلية بما يصل إلى 300 جنيه إسترليني بحلول عام 2030، فيما أكد وزير الطاقة إد ميليباند التزام الحكومة بهذا التعهد.
لكن رغم ذلك، ارتفعت أسعار الطاقة في يناير، ومن المتوقع أن تشهد زيادة أخرى في أبريل، ويعود السبب الرئيسي في ذلك إلى ارتفاع أسعار الغاز، الذي ظل المصدر الأساسي للطاقة في المملكة المتحدة لسنوات.
وفي ظل تصاعد تكاليف الطاقة، وتحول الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب نحو تعزيز إنتاج الوقود الأحفوري، ركّز حزب "الإصاح" حملته على انتقاد تكاليف الطاقة المتجددة.
ورغم أن استطلاعات الرأي تشير إلى دعم معظم البريطانيين لسياسات "صافي الصفر" واهتمامهم بقضايا البيئة، فإن زعيم الحزب نايجل فاراج اعتبر الأمر "غير ذي قيمة"، مشددًا على أن أي إجراءات تتخذها المملكة المتحدة ستظل غير مؤثرة مقارنة بانبعاثات الكربون في دول مثل الصين والهند.
في المقابل، حذر سام هول، مدير شبكة البيئة المحافظة، من أن خطط "الإصلاح" "ستؤدي إلى ارتفاع كبير في فواتير الأسر، وستقوض استثمارات شركات الطاقة".
وأضاف: "بدلًا من تقييد مصادر الطاقة المحلية، ينبغي علينا تعزيزها لتحقيق أمن الطاقة والاستقلالية، وليس تقويض ثقة المستثمرين ووقف الإمدادات الجديدة".
وأكد أن المشكلة ليست في "صافي الصفر"، بل في "اعتمادنا على استيراد الغاز المكلف، والتدخل الحكومي المفرط في أسواق الطاقة".