بريطانيا ترحل 47 مهاجراً ألبانياً بطائرة خاصة بتكلفة مليون جنيه إسترليني!

عرب لندن 

أنفقت الحكومة البريطانية نحو مليون جنيه إسترليني على رحلة ترحيل خاصة لإعادة 47 مهاجراً غير شرعي ومجرمين مدانين إلى ألبانيا، مما يعني أن تكلفة ترحيل كل شخص بلغت حوالي 22 ألف جنيه إسترليني، وفقاً لما كشفته صحيفة التلغراف.

وأظهرت لقطات نشرتها وزارة الداخلية البريطانية يوم الاثنين المهاجرين، وهم يُقتادون إلى طائرة إيرباص A321، التي استأجرتها الحكومة من شركة طيران خاصة، رغم أن سعتها تصل إلى 220 راكباً. 

وأوضحت الوزارة أن التكلفة شملت أيضاً نفقات الحراسة، حيث تم تخصيص ثلاثة حراس أمن لكل مرحَّل لضمان عدم حدوث أي اضطرابات أثناء الرحلة أو عند الوصول، إضافةً إلى تكاليف نقل المرحَّلين إلى المحاكم والمطار

وتعد هذه الرحلة واحدة من أولى الرحلات السرية ذات التأمين العالي التي يتم تصويرها، في خطوة تعكس جهود حكومة حزب العمال بقيادة كير ستارمر لإظهار موقف صارم تجاه الهجرة غير الشرعية، وسط ضغوط سياسية متزايدة من حزب الإصلاح بزعامة نايجل فاراج.

وأكدت وزارة الداخلية أنها تعتمد على شركات طيران خاصة لتنفيذ عمليات الترحيل، ولن تلجأ إلى استخدام الطائرات العسكرية إلا كحل أخير، رغم تقارير تفيد بأن وزارة الدفاع سبق أن رفضت استخدام طائراتها لنقل المهاجرين.

أرقام قياسية في الترحيل

أظهرت بيانات رسمية أن الحكومة رحّلت 18,987 شخصاً منذ تولي حزب العمال السلطة في يوليو الماضي، وهو أعلى معدل ترحيل في فترة نصف سنوية منذ عام 2017.

وقال مصدر حكومي: "حكومة المحافظين أنفقت 700 مليون جنيه إسترليني لنقل أربعة متطوعين فقط إلى رواندا، حيث حصلوا على خمس سنوات من الإقامة المجانية، والتعليم الجامعي المجاني، والرعاية الصحية الخاصة، بتكلفة 150 ألف جنيه إسترليني للفرد.

في المقابل، نجح حزب العمال في استعادة السيطرة على النظام وإعادة ما يقرب من 19 ألف شخص منذ الانتخابات، وتعزيز أمن الحدود البريطانية."

اتفاقية مع ألبانيا لتسريع الترحيل

شملت عمليات الترحيل الأخيرة مغادرة مهاجرين غير شرعيين عبر رحلات تجارية، إلى جانب تنفيذ 39 رحلة ترحيل خاصة، بزيادة أربع رحلات مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، استهدفت دولاً مثل ألبانيا، البرازيل، وفيتنام.

وجاءت هذه الإجراءات بعد تدفق 12,658 مهاجراً ألبانياً إلى المملكة المتحدة عبر القوارب الصغيرة في عام 2022، ما دفع الحكومة البريطانية إلى توقيع اتفاقية مع ألبانيا لتسريع إعادة مواطنيها الذين دخلوا البلاد بشكل غير قانوني. ووفقاً للتقارير، يتم حالياً تسيير رحلات أسبوعية إلى ألبانيا ضمن هذا الاتفاق.

وتسعى الحكومة إلى منع أي محاولات لتعطيل رحلات الترحيل، خاصة بعد احتجاجات سابقة أجبرت على إلغاء عمليات مماثلة، كما حدث في عام 2021 عندما تم تعليق رحلة إلى جامايكا بسبب معارضة واسعة من المشاهير ونواب حزب العمال، حيث غادر حينها أربعة فقط من المرحلين بعد حصول 33 آخرين على قرارات قضائية منعت ترحيلهم في اللحظة الأخيرة.

وفي المقابل، تعتمد الولايات المتحدة نهجاً أكثر تشدداً في عمليات الترحيل، حيث لجأت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى استخدام الطائرات العسكرية لنقل آلاف المهاجرين غير الشرعيين. وشملت هذه الإجراءات تقييد أرجل المرحّلين بالسلاسل وربط أيديهم إلى أجسادهم، مع فرض حراسة مشددة من قبل جنود مسلحين.