عرب لندن

حذر وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، من أن خطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإجراء تقليصات كبيرة في ميزانية المساعدات الدولية الخارجية قد تمثل "خطأً استراتيجيًا كبيرًا"، يمنح الصين فرصة لتعزيز نفوذها العالمي.

وخلال زيارته إلى كييف، أشار لامي إلى أن تجربة بريطانيا الخاصة بدمج وزارة التنمية الدولية في وزارة الخارجية عام 2020، في خطوة أقر بها رئيس الوزراء الأسبق بوريس جونسون، كانت ضربة قاسية لـ"القوة الناعمة" البريطانية، مما أدى إلى تراجع دورها في دعم الدول النامية.

ووفقًا لما ورد في صحيفة "الغارديان"، أوضح لامي أن قرارات إدارة ترامب السابقة بتجميد المساعدات الخارجية أثرت بشكل مباشر على آلاف الموظفين في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ما أسفر عن إغلاق العديد من البرامج حول العالم، بما في ذلك مشاريع في أوكرانيا، مما يهدد بتفاقم الأزمات الإنسانية وانتشار الأمراض والمجاعة.

هذا وحذرت منظمات الإغاثة الدولية من التأثير العميق لهذه التقليصات على قطاع التنمية العالمي، حيث تمثل الولايات المتحدة 40% من إجمالي الإنفاق العالمي على المساعدات الإنسانية. كما أشار خبراء الأمن إلى أن هذه الخطوة قد تمنح الصين فرصة لتعزيز وجودها في المناطق التي تتراجع فيها الولايات المتحدة.

وفي حديثه لصحيفة الغارديان Guardian، قال لامي: "ما يمكنني قوله للأصدقاء الأمريكيين هو أن قرار المملكة المتحدة بإغلاق وزارة التنمية الدولية دون تحضير كافٍ كان خطأً استراتيجيًا فادحًا، استغرقنا سنوات لتداركه"، مشددًا على أن التنمية لا تزال أداة حيوية للقوة الناعمة. وأضاف: "في غياب التنمية، أعتقد أن الصين وغيرها قد تستغل هذه الفجوة".

هذا وتعاني أوكرانيا بالفعل من قرار إدارة ترامب بتجميد جميع برامج المساعدات الخارجية، حيث توقفت مشاريع رئيسية، من دعم قدامى المحاربين إلى تمويل وسائل الإعلام المستقلة ومبادرات مكافحة الفساد. وأكد لامي أن المملكة المتحدة ستسعى لتخفيف تداعيات هذه القرارات، لكنها لا تمتلك الموارد التي تتيح لها تعويض الدعم الأمريكي بالكامل.

وفي سياق آخر، أشار لامي إلى أن الحرب في أوكرانيا لا تقترب من نهايتها، على الرغم من تعهد الإدارة الأمريكية بالمساهمة في إنهاء سريع للصراع. وقال: "نحن لسنا على بعد أسابيع من محادثات السلام، لأن تقييمنا، الذي يتماشى مع تقييم الولايات المتحدة، يؤكد أن بوتين لا يبدي أي رغبة حقيقية في التفاوض لإنهاء الحرب". وأضاف: "الأوكرانيون واضحون بشأن رفض وقف إطلاق النار قبل بدء المفاوضات، لذلك لا أتوقع إنهاء القتال قريبًا".

وفي ظل تصاعد التوترات الأمنية، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الحلفاء الأوروبيين إلى زيادة الإنفاق الدفاعي، بينما تطالب الولايات المتحدة أعضاء الناتو برفع إنفاقهم العسكري إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي.

وأكد لامي دعم بريطانيا لزيادة الإنفاق الدفاعي، لكنه لم يضمن تحقيق هدف 2.5% خلال هذا البرلمان، مشيرًا إلى أن القرار سيتضح في الأشهر المقبلة مع مراجعة الإنفاق في يونيو.

وفيما يتعلق بمساعدات المملكة المتحدة، قال لامي إن حكومة حزب العمال التزمت بإعادة بناء دورها كشريك تنموي موثوق، لكنها أشارت إلى أن العودة إلى تخصيص 0.7% من الناتج المحلي الإجمالي للمساعدات الخارجية ستعتمد على الظروف الاقتصادية، ومن غير المرجح تحقيق ذلك قبل الانتخابات المقبلة.

السابق دراجات كهربائية صينية رخيصة تثير أزمة في صناعة الدراجات البريطانية
التالي مديرة مدرسة تنفق أموال التعليم على حفل زفافها ومشتريات فاخرة!