عرب لندن
وجه التحقيق في وفاة ثلاثة نزلاء في سجن HMP Lowdham Grange في نوتنغهامشاير انتقادات شديدة للإدارة الحالية، حيث خلص إلى وجود "فشل متكرر" في تقديم الرعاية للنزلاء المعرضين للخطر.
وبحسب ما ورد في موقع صحيفة "الغارديان"، فقد أحدث الانتحار الذي وقع في مارس 2023 صدمة واسعة، حيث أظهرت نتائج التحقيق أن القصور في القيادة والإشراف كان له دور كبير في هذه المأساة. فقد توفي كل من أنتوني بينفيلد (30 عامًا)، رولانداس كاربوسكاس (49 عامًا)، وديفيد ريتشاردز (42 عامًا) في زنازينهم خلال فترة زمنية قصيرة، بين 6 و25 مارس 2023، في سجن *HMP Lowdham Grange* الذي كان تحت إدارة شركة *Sodexo* آنذاك.
وبينما استمرت عملية التحقيق في محكمة نوتنغهام الشرعية، أصدرت هيئة المحلفين حكمًا شديدًا ضد إدارة السجن، قائلةً إن هناك العديد من الإخفاقات المتعلقة بتوفير الرعاية اللازمة. وأكدت أن "القيادة والإشراف الضعيفين" كانا من العوامل الأساسية التي ساهمت في وفاة النزلاء الثلاثة، مشيرة إلى إهدار الفرص لتقديم الدعم العاجل لهم.
وعبرت الطبيبة الشرعية، لوريندا باور، عن قلقها الشديد من تكرار مثل هذه الحوادث المأساوية، معتبرةً أن الفشل في رعاية النزلاء في Lowdham Grange ليس مجرد حادث عابر، بل نتيجة لإخفاقات مستمرة في النظام. وأضافت: "يجب أن نتوقف عن تجاهل دروس الماضي. الحوادث المأساوية مثل هذه تحتاج إلى تغييرات جذرية في ثقافة السجون".
ووفقًا للتقرير، فإن موظفي السجن أشاروا إلى أنهم كانوا "مثقلين بالأعباء"، ما أثر بشكل كبير على قدرتهم على التعامل مع الحالات النفسية الحساسة للنزلاء. كما أظهرت اللقطات المصورة الخاصة بالكاميرات الأمنية أن الفحوصات المطلوبة لم تُنفذ كما ينبغي، وهو ما أضاف مزيدًا من التعقيدات حول الإجراءات المتبعة في السجن.
وكانت أول حالة انتحار قد وقعت في 16 فبراير 2023، أي بعد ستة أسابيع فقط من انتقال إدارة السجن من شركة Serco إلى Sodexo، وهو ما اعتبره البعض مؤشراً على أن عملية النقل لم تكن مصحوبة بخطط كافية لضمان استمرارية الرعاية المناسبة. وفي ديسمبر 2023، قررت الحكومة أخذ السيطرة الكاملة على إدارة السجن بسبب "ارتفاع حالات الانتحار" وانتشار المخدرات غير المشروعة داخل المنشأة.
وعلى الرغم من فشل النظام في دعم النزلاء المعرضين للخطر، كانت شهادة عمة أنتوني بينفيلد، التي أدلت بها أمام التحقيق، مؤثرة حيث قالت: "ابن أخي كان يسعى للحصول على مساعدة، لكنه شعر دائمًا أنه لا يحصل على الدعم الكافي، وكان مكتئبًا جدًا نتيجة لذلك".
أما في حالة رولانداس كاربوسكاس، فقد أشار أحد الأطباء إلى أن محاولاته للإشارة إلى انتحاره قد تم تجاهلها تمامًا، فيما عبر نزلاء آخرون عن قلقهم بشأن تدهور حالته الصحية والنفسية، دون اتخاذ أي إجراء ملموس.
وفي تطور آخر، أُعلنت وزارة العدل عن غرامة قدرها 500 جنيه إسترليني ضدها بسبب التأخير في تقديم الوثائق المطلوبة للتحقيق. وفي تعليق رسمي على القضية، أكد المتحدث باسم وزارة العدل على أنه تم اتخاذ خطوات جادة لتحسين الوضع في السجون، بما في ذلك زيادة عدد الموظفين وتوسيع برامج الدعم النفسي للنزلاء المعرضين للخطر.
وفي سياق متصل، أعرب المتحدث باسم شركة Sodexo عن اعتذارهم للأسر المتضررة، مشيرًا إلى أن التحديات التي واجهها السجن كانت "معقدة" وقد تم أخذها بعين الاعتبار خلال سير التحقيقات. وأكد أن إدارة السجن تم نقلها إلى هيئة السجون البريطانية في وقت لاحق، مع الالتزام بتطبيق كافة الدروس المستفادة من هذه الحوادث المؤلمة.
وتسلط هذه الحوادث الضوء على ضرورة إجراء إصلاحات حقيقية في النظام السجني لضمان توفير بيئة آمنة ومستقرة للنزلاء، وحماية الأرواح من المزيد من المآسي في المستقبل.