عرب لندن
أعلنت وزيرة الداخلية البريطانية إيفيت كوبر عن تشريع جديد يجعل المملكة المتحدة أول دولة في العالم تُجرّم امتلاك أدوات الذكاء الاصطناعي المصممة لإنشاء صور تتعلق بالتحرش الجنسي بالأطفال، في إطار حملة حكومية لمكافحة هذا النوع من الجرائم.
وبموجب هذا التشريع، سيواجه من يُدانون بامتلاك هذه الأدوات عقوبة تصل إلى خمس سنوات في السجن، وفقا لما نقلته "الإندبندنت".
كما ستتضمن الإجراءات الجديدة، التي سيتم تضمينها في مشروع قانون الجريمة والشرطة، فرض عقوبة تصل إلى ثلاث سنوات سجنًا على من يُضبطون بحيازة ما يسمى "أدلة تعليمية للمتحرشين"، وهي وثائق أو مواد إرشادية تُستخدم لتعزيز أو تيسير الاعتداءات على الأطفال.
وذكرت وزارة الداخلية أن من بين الاستخدامات الإجرامية للذكاء الاصطناعي، تحويل صور حقيقية للأطفال إلى صور عارية أو دمج وجوههم مع صور استغلالية أخرى، مما يزيد من المخاطر على الضحايا.
كما يتم استخدام الصور المزيفة في حالات الابتزاز لإجبار الأطفال على تقديم محتوى مسيء عبر البث المباشر.
وترى الحكومة أن هذه الجرائم عبر الإنترنت قد تدفع بعض الأشخاص إلى ارتكاب اعتداءات حقيقية على الأطفال، مما يجعل من الضروري معالجة التهديدات الإلكترونية المتزايدة.
وقالت كوبر: "نحن نعلم أن نشاط هؤلاء المتحرشين عبر الإنترنت غالبًا ما يقودهم إلى ارتكاب أبشع أنواع الإساءة في الواقع. هذه الحكومة لن تتردد في اتخاذ أي إجراء ضروري لحماية الأطفال وضمان مواكبة قوانيننا لأحدث التهديدات الرقمية."
بالإضافة إلى ذلك، سيستحدث مشروع القانون الجديد بندا لجريمة محددة تستهدف الأشخاص الذين يديرون مواقع لمشاركة صور إساءة معاملة الأطفال، مما قد يعرضهم لعقوبات تصل إلى 10 سنوات سجنًا.
كما سيتم منح قوات حرس الحدود صلاحيات جديدة لمنع انتشار الصور المسيئة للأطفال من الخارج، بما في ذلك الحق في إجبار الأشخاص المشتبه في كونهم خطرًا على الأطفال على تسليم هواتفهم لفحصها.
وأضافت كوبر: "هذه القوانين الأربعة الجديدة هي إجراءات جريئة تهدف إلى ضمان سلامة الأطفال على الإنترنت مع تطور التكنولوجيا."
يأتي هذا التشريع بعد تحذيرات من مؤسسة مراقبة الإنترنت (IWF)، التي كشفت عن ارتفاع هائل في عدد صور إساءة معاملة الأطفال التي يتم إنشاؤها باستخدام الذكاء الاصطناعي.
ووفقًا لبيانات المؤسسة، ارتفع عدد التقارير المؤكدة حول هذه الصور بنسبة 380%، حيث تم تسجيل 245 تقريرًا في عام 2024 مقارنة بـ 51 تقريرًا فقط في 2023، مع احتمال احتواء كل تقرير على آلاف الصور.
وأشار ديريك راي-هيل، الرئيس التنفيذي المؤقت للمؤسسة، إلى أن هذه الخطوات الجديدة "ستُحدث تأثيرًا ملموسًا على سلامة الإنترنت"، مضيفًا أن التطورات السريعة في الذكاء الاصطناعي جعلت من الصعب التمييز بين الصور الحقيقية والمزيفة.
وقال: "الأطفال الذين تعرضوا للإساءة في الماضي يتم تحويلهم إلى ضحايا مرة أخرى، حيث يتم استخدام صورهم لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي. إنه سيناريو كابوسي، حيث يمكن لأي طفل أن يصبح ضحية بسهولة، فقط ببضع أوامر على الحاسوب وبضع نقرات."