عرب لندن 
 

تسبب السكن المؤقت في إنجلترا في وفاة 74 طفلًا على الأقل خلال السنوات الخمس الماضية، وفقًا لبيانات قاعدة بيانات وفيات الأطفال المدعومة من NHS. ومن بين هؤلاء الأطفال، كان 58 منهم رُضعًا دون سن العام. 

وحسب ما ذكرته شبكة بي بي سي "BBC" وصفت النائبة سيوبهاين ماكدوناج، رئيسة المجموعة البرلمانية للإسكان المؤقت، هذه الأرقام بأنها "صادمة"، مشيرة إلى أن "هذه الوفيات تمثل أكثر من حالة وفاة واحدة شهريًا في خامس أكبر اقتصاد في العالم".

ووفقًا للتقرير الرسمي، كانت الوفيات أكثر شيوعًا في الحالات التي ارتبط فيها التشرد بالاكتظاظ السكني، وجود العفن، وعدم توفر خيارات نوم آمنة، مثل الأسرة الصغيرة وسلال موسى. 

وفي العام الماضي، عدلت الحكومة إرشاداتها لتوصي السلطات المحلية بتوفير أسرة للأطفال دون سن الثانية للأسر المشردة، لكن ماكدوناج دعت إلى تحويل هذه الإرشادات إلى قانون لضمان عدم حدوث وفيات أخرى في السكن المؤقت.

من جانبها، أكدت وزيرة الإسكان، أنجيلا راينر، أن الحكومة ستخصص مليار جنيه إسترليني للبلديات لتوفير سكن آمن ومستقر، وأضافت أنه يجب معالجة "الأسباب الجذرية" للمشكلة وتحسين معايير السكن.

وفي سياق متصل، كشف تقرير آخر عن وجود 123 ألف أسرة حاليًا في السكن المؤقت في إنجلترا، بما في ذلك الفنادق والنزل والمخيمات. ويواجه العديد من هؤلاء الأسر صعوبات كبيرة؛ بسبب التنقل المستمر بين أماكن الإقامة المختلفة. دانييل، وهي أم من غرب لندن، كانت واحدة من الأسر التي تم إيواؤها في فندق لمدة أربعة أشهر بعد أن طُردت من شقتها.

وقالت دانييل: "لا أستغرب أن يموت الأطفال في هذه الظروف، حيث إن هذه الأماكن غير مجهزة لاستقبال العائلات". وأضافت أنها وأطفالها كانوا يضطرون لمشاركة سرير مزدوج في غرفة صغيرة بمساحة 14 قدمًا × 10 قدمًا (حوالي 4.3 متر × 3 أمتار)، وهو ما كان يشعل قلقها المستمر على سلامتهم.

أشارت دانييل، إحدى الأمهات من غرب لندن، إلى أن أطفالها يعانون من أمراض متكررة نتيجة الظروف البيئية السيئة في السكن المؤقت. وأضافت أن السكن يبعد عن مدرسة أطفالها أربعة أميال، مما يزيد من صعوبة التنقل، ويؤثر بشكل كبير على صحتهم. كما كشفت عن معاناتها اليومية في ظل غياب المرافق الأساسية مثل أماكن للطهي أو للتنظيف.

وقالت دانييل: "عندما أضطر لغسل الصحون في الحمام، أو أتعامل مع العفن في الغرفة بسبب كثافة الساكنين، أشعر أن هذه البيئة تؤثر سلبًا على صحة أطفالي".

من جهة أخرى، أكد مجلس إيلينغ أن أعداد الأسر التي تطلب المساعدة في الحصول على سكن طارئ قد وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، حيث يوجد 7 آلاف أسرة في قوائم الانتظار للحصول على سكن اجتماعي. 

وأوضح متحدث باسم المجلس: "نعمل جاهدين لتقليص عدد الأسر في السكن المؤقت، ونحن بصدد نقل الأسر من الفنادق إلى أماكن سكنية أكثر ملاءمة".

وفيما يتعلق بالجوانب الصحية، قالت الدكتورة لورا نيلسون، الرئيس التنفيذي لمنظمة "شارد هيلث" التي تعمل مع الأسر المشردة، إن الوفيات المرتبطة بالسكن المؤقت ناتجة عن عدة عوامل معقدة، مثل التنقل المستمر للأسر وعدم توفر مرافق للطهي والنوم. 

وأضافت أن الوضع "قابل للوقاية والإصلاح"، مؤكدة أن "الأطفال المشردين معرضون للخطر؛ بسبب تراكم الظروف السلبية" وأن "هذه الوفيات كان يمكن تجنبها".

في هذا السياق، تعهدت وزيرة الإسكان أنجيلا راينر بالعمل على تحسين الوضع الحالي، مشيرة إلى أن الحكومة ستعالج الأسباب الجذرية للمشكلة، وستسعى لتحسين معايير الإسكان بشكل شامل.


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 

السابق موجز أخبار بريطانيا من منصة عرب لندن الثلاثاء: 28 يناير/ كانون الثاني 2025
التالي إجلاء أكثر من 100 شخص في إنجلترا بسبب الفيضانات