عرب لندن
سجلت بريطانيا ارتفاعًا كبيرًا في حالات التسمم الناتجة عن استخدام أدوية فقدان الوزن، حيث زادت الحالات التي تطلبت العلاج في المستشفيات بنسبة 46% خلال شهر واحد، وفقًا لصحيفة "ذا ميل أون صنداي" التي استندت إلى بيانات وكالة الأدوية والمنتجات الصحية البريطانية (MHRA).
وحسب ما ذكرته صحيفة الديلي ميل “Daily Mail” كشفت البيانات عن ارتفاع عدد الحالات التي استدعت علاجًا بالمستشفى نتيجة الآثار الجانبية لأدوية مثل "ويغوفي"، "مونجارو"، و"ساكساندا" إلى حوالي 400 حالة، حيث تعرض بعض المرضى لمضاعفات خطيرة قد تهدد حياتهم.
وفي أكتوبر الماضي، كان العدد الإجمالي للحالات التي استدعت دخول المستشفى منذ بدء وصف هذه الأدوية في عام 2017 حوالي 279 حالة، لكن بحلول نوفمبر تم تسجيل 118 حالة إضافية خلال شهر واحد فقط، مما أثار قلق الأطباء.
وتُستخدم هذه الأدوية، التي تساعد في فقدان حوالي 20% من الوزن، للأشخاص الذين يعانون من مؤشر كتلة جسم (BMI) يبلغ 30 أو أكثر. ومع ذلك، يحصل 5% فقط من المستخدمين عليها عبر خدمات الصحة الوطنية، بينما يعتمد غالبية المستخدمين على الشراء من الصيدليات الخاصة أو عبر الإنترنت.
وبحسب "MHRA"، تشمل الآثار الجانبية الشائعة لهذه الأدوية مشاكل في الجهاز الهضمي مثل الغثيان والقيء والإسهال، والتي قد تؤدي أحيانًا إلى جفاف شديد. كما تم تسجيل حالات نادرة من مضاعفات أكثر خطورة، مثل التشنجات، انسداد الأمعاء، والتهاب البنكرياس.
وحذر الأطباء من خطورة استخدام هذه الأدوية دون متابعة طبية، خاصة عند شرائها عبر الإنترنت، مشددين على ضرورة زيادة الوعي بمخاطرها ومراقبة استخدامها بشكل أكثر صرامة.
وبدورها قالت رئيسة الجمعية البريطانية لطب الطوارئ، الدكتورة فيكي برايس، من ارتفاع حالات المضاعفات الخطيرة الناتجة عن استخدام أدوية فقدان الوزن المشتراة عبر الإنترنت، قائلة: "من المقلق جدًا أن نرى هذا العدد المتزايد من المرضى يعانون من مضاعفات تهدد حياتهم مثل التهاب البنكرياس وتغيرات في مستويات الأملاح في الدم".
وأكدت أن العديد من المرضى كانوا غير مدركين تمامًا للمخاطر المرتبطة بالاستخدام غير السليم لهذه الأدوية.
وفي تصريح مماثل، وصف النائب البرلماني جريج ستافورد، عضو لجنة الصحة والرعاية الاجتماعية، هذه الأدوية بأنها "أداة حيوية" في معالجة السمنة والسكري. لكنه شدد على أن الاستخدام غير الصحيح لها لا يسهم في تقليل قوائم الانتظار في هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS)، بل قد يؤدي إلى زيادتها.
وفي سياق آخر، كشف خبراء عن انتشار واسع للأدوية "المزيفة" في السوق، حيث تحتوي بعضها على الأنسولين بدلاً من المكونات الفعالة للأدوية الأصلية مثل "ويغوفي" و"أوزيمبيك". وأشاروا إلى أن هذه المنتجات المزيفة قد تتسبب في انخفاض خطير في مستويات السكر في الدم، مما يؤدي إلى حالات صدمة نقص السكر أو حتى الغيبوبة.
ووفقًا لتقارير حديثة، صادرت "قوة الحدود" البريطانية 869 قلمًا مزيفًا لفقدان الوزن خلال عام 2023، وهو ما وصفه الخبراء بأنه مجرد "قمة الجبل الجليدي"، محذرين من أن السوق السوداء لهذه الأدوية قد تكون أكبر بكثير.
ويناشد الخبراء بضرورة تشديد الرقابة على بيع الأدوية عبر الإنترنت وتوفير دعم طبي شامل لضمان استخدامها بأمان وحماية المرضى من المخاطر المحتملة.