عرب لندن 

أظهر بحث أجرته جامعة أكسفورد لأول مرة أن التلوث بالميكروبلاستيك يساهم في زيادة انتشار البكتيريا القاتلة.

وتبين أن وجود شظايا بلاستيكية صغيرة في البيئة يزيد معدل انتقال الجينات بين البكتيريا بمقدار 200 ضعف، مما يسرّع عملية التطور، وفقا "للتلغراف". 

ويسهّل هذا النقل السريع للحمض النووي على العدوى أن تصبح مقاومة للأدوية المستخدمة في علاجها.

ويشكّل تبادل الحمض النووي والتطور أساس المشكلة المتزايدة لعدوى مقاومة المضادات الحيوية (AMR)، والمعروفة بالبكتيريا الخارقة.

ويصاب حوالي 52 ألف شخص سنويًا بالبكتيريا الخارقة في المملكة المتحدة، مما يتسبب في حوالي 2,000 وفاة سنويًا ويكلف النظام الصحي البريطاني حوالي 180 مليون جنيه إسترليني.

ويربط هذا الاكتشاف بين اثنتين من أكبر أزمات الصحة العامة والبيئة في العصر الحديث، وهما مقاومة المضادات الحيوية والتلوث بالبلاستيك.

وتشير التوقعات إلى أن مقاومة المضادات الحيوية قد تودي بحياة 10 ملايين شخص سنويًا عالميًا بحلول عام 2050 مع تحول العدوى القابلة للعلاج حاليًا إلى مقاومة للأدوية.

وتم العثور على الميكروبلاستيك، وهي قطع بلاستيكية يقل طولها عن 5 ملم، في قاع المحيطات، وقمم الجبال، وحتى في القطب الجنوبي، وكذلك داخل أجساد البشر وفي مصادر الغذاء والمياه.

وابتكر تيم والش، أستاذ علم الأحياء الدقيقة الطبية ومقاومة المضادات الحيوية بجامعة أكسفورد، طريقة جديدة لاختبار كيفية تبادل البكتيريا للحمض النووي بين الخلايا.

وأوضح والش أن وجود البلاستيك يسبب استجابة في البكتيريا تشبه الاستجابة الإنتانية لدى البشر، حيث تبدأ البكتيريا بإطلاق "إنذار SOS" يؤدي إلى تبادل الحمض النووي. 

وأثبت الفريق البحثي أن وجود الميكروبلاستيك يزيد من انتشار مقاومة المضادات الحيوية عبر هذه الاستجابة.

وطور الفريق طريقة جديدة لدراسة انتقال المواد الجينية باستخدام البلازميدات، وهي مكونات تتحكم في ما يدخل إلى البكتيريا وما يخرج منها، بدلاً من الطرق التقليدية التي اعتمدت على زراعة البكتيريا في طبق بتري.

وأجرى الباحثون تجاربهم باستخدام أربعة أنواع من البلازميدات وأربعة أنواع من البلاستيك، حيث خلطوا شظايا صغيرة من البلاستيك بالتربة لرصد تأثيرها على تبادل الحمض النووي.

وأظهرت النتائج أن تركيز البلاستيك في البيئة، وليس نوعه أو حجمه، هو العامل الأساسي في زيادة معدل انتقال الحمض النووي بين البكتيريا.

وكتب الباحثون أن البيانات تشير إلى أن التعرض للميكروبلاستيك يزيد معدلات نقل البلازميدات المقاومة للمضادات الحيوية بمقدار يصل إلى 200 ضعف مقارنة بالمجموعات غير المعرضة، وأن المعدلات ترتبط بتركيز الميكروبلاستيك.

وأكدت الدراسة أن مقاومة المضادات الحيوية ليست فقط نتيجة لسوء استخدام المضادات الحيوية، بل هي نتيجة لقصة أكثر تعقيدًا تشمل التدهور البيئي بسبب التلوث بالميكروبلاستيك.

وخلص الباحثون إلى أن مقاومة المضادات الحيوية والتدهور البيئي مرتبطان بشكل لا ينفصم، وأن البلدان التي تدير البلاستيك بشكل سيئ هي نفسها التي تعاني من مستويات مرتفعة من مقاومة المضادات الحيوية.

السابق ارتفاع حالات التسمم بسبب حقن "التنحيف" في بريطانيا بنسبة 46% خلال شهر!
التالي كارثة طبية في بريطانيا: مرضى يموتون في الممرات دون أن ينتبه أحد!