السجون البريطانية تحت تهديد الطائرات المسيرة: جرائم منظمة تسيطر على الأجواء

عرب لندن

حذرت الهيئة الرقابية للسجون في بريطانيا من أن استخدام الطائرات المسيرة لنقل المخدرات والأسلحة إلى السجون أصبح يشكل "تهديدًا خطيرًا للأمن القومي".

وحسب ما ذكرته شبكة سكاي نيوز "Sky News" قالت مفتشة السجون، تشارلي تايلور "إن الشرطة وخدمة السجون قد "تخلتا فعليًا عن مراقبة الأجواء" فوق سجن مانشستر وسجن لونغ لارتين، مما سمح لعصابات الجريمة المنظمة باستخدام الطائرات المسيرة لنقل المواد المحظورة إلى السجناء".

وتضم السجون عالية الأمان مثل سجن مانشستر وسجن لونغ لارتين أخطر السجناء في بريطانيا، بمن فيهم الإرهابيون وقادة الجريمة المنظمة. 

وكشفت عمليات التفتيش في السجنين عن وجود "اقتصادات غير مشروعة مزدهرة" تشمل المخدرات والأسلحة والهواتف المحمولة. كما تبين أن التدابير الأمنية الأساسية مثل الشبكات الواقية وكاميرات المراقبة كانت في حالة سيئة.

وتبين أن بعض السجناء في سجن مانشستر، قد حرقوا ثقوبًا في النوافذ لتسهيل وصول الطائرات المسيرة المحملة بالمخدرات والأسلحة. 

وأكدت الهيئة الرقابية أن العديد من الطائرات المسيرة أصبحت تحمل "أوزانًا متزايدة"، مما يزيد من خطر حدوث "اضطرابات خطيرة، وربما هروب السجناء".

وفي تصريحاتها، عبرت تشارلي تايلور عن قلقها البالغ قائلة: "من غير المقبول أن الشرطة وخدمة السجون سمحت لعصابات الجريمة المنظمة باستخدام الطائرات المسيرة لنقل المواد المحظورة، مما يعرض حياة السجناء والموظفين والمجتمع للخطر. هذا الفشل في التصدي لهذه الظاهرة يشكل تهديدًا جادًا للأمن القومي".

ويأتي هذا التحذير بعد أشهر من تصريحات سجين في سجن غارث شديد الحراسة في لانكشاير، الذي وصف السجن بأنه أصبح "مثل المطار" بسبب العدد الكبير للطائرات المسيرة التي تحمل المخدرات.

وكشفت التفتيشات الأخيرة في سجن مانشستر وسجن لونغ لارتين عن تزايد حالات العنف وإيذاء النفس بين السجناء، والتي يُعتقد أن المخدرات والديون المرتبطة بها تلعب دورًا كبيرًا فيها.

كما كشفت الهيئة الرقابية عن تدهور الوضع في سجن مانشستر، حيث سُجّلَت وفاة ستة سجناء "بسبب النفس" منذ آخر زيارة للهيئة في 2021، مع وقوع حالة سابعة بعد التفتيش الأخير.

علاوة على ذلك، سُجلت زيادة في عدد الهجمات العنيفة ضد السجناء والموظفين، مما جعل سجن مانشستر من أكثر السجون عنفًا في بريطانيا.

من جانبه، قالت وزيرة العدل شابانا محمود، "إن الحكومة تعمل على معالجة الأزمة في السجون، من خلال تعزيز الأمن والصيانة، وتكثيف التعاون مع الشرطة لمكافحة الجريمة المنظمة".

وأضاف: "لقد ورثنا سجونًا تعاني من أزمة شديدة، مكتظة بالمخدرات والعنف. نحن نعمل على التصدي لهذا الوضع عبر تعزيز الإجراءات الأمنية وتوفير مزيد من أماكن الاحتجاز للحد من تهديدات الجريمة المنظمة".